تتواصل اليوم (الخميس)، مفاوضات لوزان حول الملف النووي الايراني ورغم الحديث عن "تقدم مهم" فان الاعلان عن اتفاق بين طهران والعواصم الكبرى لا يبدو وشيكا حتى الان. واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان ايران والقوى الكبرى اصبحوا على "بعد خطوات" من التوصل الى اتفاق بشان البرنامج النووي الايراني. واوضح من دوشانبي "القضايا الباقية حاليا قرب التوصل الى اتفاق بشانها ولم تبق الا خطوات قليلة. وفي بعض النقاط الامر يتعلق بنصف خطوة وتمت تسوية بعض التفاصيل"، لكنه لم يوضح نقاط الخلاف. من جانبه، قال وزير الخارجية الايراني محمد ظريف "تعلمت الا اضع توقعات، لانه في مفاوضات متعددة الاطراف لا يجب وضع توقعات". لكن المفاوضات لم تبد منسابة كما هو مؤمل كما ان التعب المتراكم لثمانية ايام من التفاوض ليلا نهارا لا يبدو انه يساعد المفاوضين. واقر ظريف بان الاجواء "يكتنفها النعاس والجميع تعب، الجميع يغالب النعاس ونحاول التقدم في العمل". وقالت مصادر قريبة من المفاوضات ان مفاوضي مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والمانيا) تفاوضوا كامل ليلة الاربعاء الى الخميس ونهار اليوم بعد توقف قصير فجرا، مع ايران على خطوط اتفاق مرحلي "سطرا سطرا". وقال ظريف صباح الخميس ان مفاوضات لوزان حول الملف النووي حققت "تقدما مهما، لكن لم يتم التوصل بعد الى نتيجة نهائية". من جهته، قال مصدر ديبلوماسي غربي ان "المخرج ليس وشيكا". وتحاول ايران والقوى الكبرى التوصل الى مشروع اتفاق اساسي حول الملف النووي يسمح بالتقدم باتجاه صياغة نص نهائي بحلول 30 حزيران (يونيو). وتريد الدول الكبرى مراقبة البرنامج النووي الايراني والتأكد من ان طهران لن تمتلك سلاحا ذريا، مقابل رفع للعقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها. وقال ظريف "خطتنا اليوم هي اعداد اعلان، لا يزال علينا اعداد ذلك وعلينا ان نفعله". وعلاوة على المسائل الاساسية في التفاوض، يتعين على الطرفين الاتفاق على شكل وطريقة اعلان اتفاق محتمل. وقال ديبلوماسي غربي "انه اتفاق اطار. هذا لا يعني تسوية المسألة نهائيا بل تحديد ثوابت الاتفاق النهائي وتوضيحها بدرجة كافية من الدقة لتجنب الالتباس قدر الامكان، ولتبقى الخلافات في الحد الادنى وتحت السيطرة". وحتى ان تم التوصل الى تسوية اليوم، فان ذلك لن يعني نهاية الامر. وحتى اذا نجح المفاوضون في التفاهم على الخطوط الكبرى وتحديد التوجهات بشكل دقيق نسبيا (وهو ما قد لا يكشف للعموم)، فان التفاصيل التقنية لهذا الملف البالغ التعقيد يجب ان يتم توضيحها نهائيا في الاتفاق النهائي المقرر في 30 حزيران (يونيو). وكان ظريف حذر صباح الخميس من ان "التوصل الى اتفاق بحلول حزيران (يونيو) سيكون عملا صعبا وهائلا". وتصطدم المفاوضات حتى الان بعقبتين اساسيتين هما العقوبات الاميركية والاوروبية وخصوصا الدولية التي تطالب ايران برفعها سريعا، ومسالة البحوث والتطوير التي تتيح لايران امتلاك اجهزة طرد مركزي اكثر فعالية. وكيري وظريف اللذان بدآ منذ عام ونصف العام هذه المفاوضات، بحاجة الى اتفاق مرحلي مهم يتيح لهما المضي قدما وكسب الوقت في مواجهة الصقور في الجانبين والقوى الاقليمية المناهضة للاتفاق مع ايران. وقال وزير الدفاع الايراني الجنرال حسين دهقان ان حديث وزير الدفاع الاميركي حول "خيار عسكري" محتمل ضد ايران في حال فشل المفاوضات النووية يؤكد صحة شكوك ايران ازاء واشنطن. وقال دهقان في تصريح نقلته "وكالة الانباء الايرانية" ان تصريحات اشتون كارتر صدرت بهدف "التأثير على مناخ المفاوضات المتعقل" في لوزان بين ايران والدول الكبرى. واعلن اشتون كارتر الذي تولى مهامه في شباط (فبراير) الثلثاء في حديث لتلفزيون "ان بي سي" الاميركي ان "الخيار العسكري سيبقى بالطبع على الطاولة" في حال فشل مباحثات سويسريا. واضاف: "اذا كانت هناك فرصة للتوصل الى اتفاق جيد فمن البديهي ان الأمر يستحق الانتظار واختتام المفاوضات". وقال دهقان ان تصريحات كارتر "تؤكد شكوك الجمهورية الإيرانية ازاء الولاياتالمتحدة"، واتهم الوزير الاميركي بانه "مصاب بالزهايمر" لانه نسي "الهزائم السابقة والحالية لاميركا في المنطقة والعالم". واضاف ان ايران "مستعدة للرد على اي عمل عدائي في أي وقت وفي أي ظرف". مع ذلك، اعتبر الوزير الايراني تعليقات نظيره الاميركي تهديدات "جوفاء" لن يكون لها اي تاثير على الموقف "المتعقل والحكيم والمنصف" الذي تلتزمه ايران، حتى وان أتت في "وقت حساس وصعب". وفي الولاياتالمتحدة، عبر اعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ الخميس عن نفاذ صبرهم ازاء مفاوضات لوزان، ودعا بعضهم الى انهائها والى ان يعود وزير الخارجية جون كيري الى واشنطن. وفي اسرائيل، قال وزير الاستخبارات يوفال شتاينتز ردا على سؤال حول امكان شن هجوم اسرائيلي على ايران في حال التوصل الى اتفاق "في حال لن يكون لدينا خيار لن يكون لدينا خيار، الخيار العسكري مطروح على الطاولة". واكد شتاينتز "قال رئيس الوزراء بوضوح ان اسرائيل لن تسمح ابدا لايران بان تصبح قوة نووية".