يعيش سكان محافظة حفر الباطن، على وقع المخاوف من تكرار كارثة مدينة جدة، مع كل قطرة مطر تسقط على مدينتهم. وتزداد هذه المخاوف حين تستعيد ذاكرتهم ما حل بمحافظتهم قبل نحو خمس سنوات، حين دهمتهم السيول وتسببت في «كارثة مُصغرة» لما حدث في جدة. ويساهم وجود المحافظة عند ملتقى واديي الباطن وفليج، في زيادة هذه المخاوف، فيما لم تنته بعد مشاريع درء أخطار السيول، التي وصلت إلى نهاية مرحلتها الثانية، من أصل أربع مراحل. فيما كشف أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي، أن وادي الباطن الذي يحيط بالمحافظة، «يحتاج إلى سد يحمي المدينة من سيول الأمطار». وأشار إلى أن الأمانة ستقدم طلباً إلى وزارة المياه لإنشاء السد. وأضاف العتيبي أثناء زيارة تفقدية قام بها إلى حفر الباطن نهاية الأسبوع الماضي، برفقة وكيل محافظة حفر الباطن مسلط الزغيبي، وأعضاء لجنة الطوارئ في المدينة، أن «الزيارة للاطلاع على الخطة التي وضعت منذ عام 1426ه، لتصريف مياه السيول». وذكر العتيبي، الذي بدأ من حفر الباطن زياراته التفقدية لمحافظات الشرقية الأكثر عرضة لمخاطر السيول، أن «الخطة وصلت إلى نهاية المرحلة الثانية، وسيبدأ العمل في الثالثة قريباً، ويجري الإعداد للرابعة، وهي الأخيرة، التي تشمل توسعة قنوات التصريف في الوادي»، معبراً عن رضاه عن خطة البلدية التي واجهت بها الأمطار الأخيرة، مؤكداً أن «تصريف الأمطار في الماضي كان يستمر من ثلاثة إلى أربعة أسابيع. أما الآن فعملية التصريف تتم خلال 24 ساعة، وهو إنجاز يحسب لبلدية حفر الباطن». وأكد أن هناك عدداً من المشاريع التنموية ضمن خطط بلدية حفر الباطن، لتطوير المدينة ولدرء خطر السيول، مؤكداً أن وقوع المدينة في ملتقى وادي الباطن ووادي فليج «ساعد على تجمع مياه الأمطار في المدينة»، مشيراً أن الدعم «مستمر» لمحافظة حفر الباطن. وحول النفق الوحيد في المحافظة الواقع على الطريق الدولي، قال العتيبي: «سنخاطب وزارة النقل، بصفتها المالكة للنفق، بضرورة إعادة صيانته، ومعالجة عملية تصريف المياه التي تتجمع فيه عند هطول الأمطار». وقال: «إن برامجنا التطويرية لخدمات البلدية في المنطقة لم تنته بعد»، مؤكداً أن لدى أمانة الشرقية «مشاريع وبرامج سترى النور قريباً». يُشار إلى أن النفق الوحيد الواقع في مدخل المحافظة الجنوبي، تم إغلاقه من قبل الجهات الأمنية، الأسبوع الماضي، خلال هطول الأمطار على المحافظة، لما يشكله من «خطورة بالغة»، نتيجة لتجمع كميات كبيرة من مياه الأمطار داخله من دون تصريف.