أعلنت المفوضية القومية للانتخابات في السودان أنها ستسمح ب 200 ألف من المراقبين الأجانب (أفراد ومنظمات دولية)، إضافة إلى المراقبين المحليين، لضمان شرعية نتائج الانتخابات المرتقبة العام المقبل. وكشفت إنشاء قوات خاصة من الشرطة والأمن والاستخبارات والجيش لتأمين عملية الانتخابات في العاصمة والولايات. وقال الأمين العام للمفوضية جلال محمد أحمد إن المفوضية تدرس حالياً طلب مجلس الأحزاب السياسية للمشاركة في عملية الرقابة على الانتخابات، معتبراً أن الرقابة الدولية ضرورية لضمان شرعية نتائج الانتخابات. لكن أحمد حذّر من مغبة نشاط المراقبين التابعين لدول لديها «مواقف عدائية» ضد البلاد مما قد يؤدي إلى إثارة فتن مماثلة لتلك التي جرت في زيمبابوي وإثيوبيا وإيران خلال مراحل الانتخابات المختلفة، مؤكداً حرص المفوضية على إجراء انتخابات حرة ونزيهة ومراقبة على المستوى الداخلي والخارجي. وقال عضو المفوضية الفريق عبدالله بله الحردلو إنه تم تشكيل لجنة عليا لتأمين العملية من أجهزة الأمن والشرطة والجيش والاستخبارات، واقرار إستراتيجية أمنية في العاصمة والولايات لهذا الغرض، مشيراً إلى تشكيل قوات خاصة لضمان الأمن جرى إخضاع أفرادها إلى تدريبات مكثفة حول عملية الانتخابات. وذكر الحردلو إن من ضمن مهمات القوة الخاصة للانتخابات، حماية مرشحي الأحزاب المختلفة وتأمين انشتطهم، وتأمين مراكز التسجيل، لكنها غير معنية بالجوانب الفنية الموكلة إلى اللجان العليا المستقلة للانتخابات. وبلغت نسبة تسجيل الناخبين حتى أمس أكثر من 13 مليون شخص، بنسبة 68 في المئة من العدد المستهدف (19 مليوناً). وتوقّعت المفوضية القومية للانتخابات أن تصل النسبة الى أكثر من 70 في المئة بنهاية الفترة المحددة للتسجيل غداً. ونفت المفوضية في شدة أي إشعار بحدوث خروق في العملية من المراقبين المحليين البالغ عددهم 12 ألفاً ينتمون إلى الأحزاب السياسية ومنظومة المجتمع المدني، بجانب المراقبة الخارجية للعملية. وقلّل مسؤول تسجيل الناخبين في المفوضية الفريق الهادي محمد أحمد من شكوك المعارضة في وجود تزوير في تسجل الناخبين، موضحاً أن «مركز كارتر» لم يخاطب المفوضية في شأن خروقات في عملية التسجيل، وأكد أن المركز لم يستند على آلية علمية فى أطروحاته. ودعا المسؤول المركز إلى مقابلة المفوضية لتوضيح ما استند عليه في دعواه. وقال إن المراقبين كافة يُشيدون بسير العملية. وأعلن الهادي أن العاشر من كانون الأول (ديسمبر) الجاري سيكون موعد تقديم الطعون، ويحق للجميع تقديم طعون للمفوضية عقب نشر الكشوفات الأولية للناخبين. لكن مسؤول العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الشعبي المعارض بشير آدم رحمة قال إن هناك خروقات في عملية التسجيل. وأكد تواجد أعضاء في حزب المؤتمر الوطني في داخل مركز التسجيل. ودفع الاتحاد الأوروبي بوفد رفيع المستوى ذي طبيعة استطلاعية إلى السودان، أمس، في زيارة رسمية تستمر حتى 22 الجاري للمشاركة في التحضير لمراقبة عملية الانتخابات. ويزور الوفد إقليمي دارفور وجنوب السودان. وفي سياق متصل، قال المبعوث الرئاسي الروسي إلى السودان ميخائيل مارغيلوف إن من الضروري أن يتجنب السودان «التفكك»، وعلّق آمالاً كبيرة على الانتخابات العامة المزمع إجراؤها في السودان في العام المقبل، معتقداً أنه يمكن للانتخابات أن ترص صف السودانيين ووحدتهم. وأكد في تصريحات في جوبا عاصمة الجنوب أمس أن موسكو لن تسمح بعودة الحرب مجدداً إلى السودان، وستعمل بجدية مع المجتمع الدولي من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في البلاد، مشيراً إلى أن اتفاق السلام التي وضع حداً للحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه لا يطبّق في شكل كامل من قبل الجانبين حالياً.