لوزان (سويسرا) – أ ب، رويترز، أ ف ب – شهدت مدينة لوزان السويسرية أمس، جولة إضافية في المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، بعد فشلها في التوصل إلى إطار لاتفاقٍ سياسي بحلول نهاية الشهر الماضي، وسط معلومات متضاربة وأجواء ضبابية. وأبلغت مصادر في طهران «الحياة» أن القيادة الإيرانية منعت الوفد المفاوض في لوزان من تقديم تنازلات متعلقة برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران. لكن ديبلوماسياً غربياً اعتبر أن طهران وموسكو تناوران، من خلال إشاعة أجواء باتفاق وشيك (للمزيد). وبعد انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلى إطار لاتفاق، منتصف ليل الثلثاء – الأربعاء، مدّد الجانبان المفاوضات يوماً، على رغم مغادرة وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف والصيني وانغ يي والفرنسي لوران فابيوس لوزان. وعقد وزراء الخارجية الأميركي جون كيري والبريطاني فيليب هاموند والألماني فرانك فالتر شتاينماير والإيراني محمد جواد ظريف، جلسة مفاوضات تلاها اجتماع بين ظريف وكيري. وحفِلت الساعات ال24 الأخيرة بتصريحات متباينة في شأن اتفاق محتمل، إذ تحدث الوزير الإيراني عن «وضع حلول لغالبية المسائل»، فيما استبعد نائبه، عباس عراقجي، التوصل إلى اتفاق لا يتضمن «إلغاءً فورياً للعقوبات الاقتصادية والنفطية والمصرفية، وتحديد إطار للعقوبات الأخرى». وأشار إلى عقبتين أساسيتين تتمثلان في العقوبات ومسألة البحوث والتطوير في البرنامج النووي الإيراني، مرجحاً إصدار «بيان مشترك يتضمّن الخطوط العريضة للحلول المطروحة في المفاوضات، والتقدّم الذي تحقّق». وذكر لافروف أن طرفي المفاوضات توصلا إلى «اتفاق عام في شأن كل الجوانب الرئيسة لتسوية نهائية»، مشيراً إلى أن «التفاصيل التقنية سيدرسها الخبراء قبل نهاية حزيران (يونيو)» المقبل، وهذه مهلة حددها الجانبان لإبرام اتفاق نهائي يطوي الملف النووي. لكن ديبلوماسياً أميركياً نفى «تسوية كل المسائل»، فيما أكد مسؤول غربي بارز أن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) لن تقبل وضع وثيقة لا تتضمن تفاصيل. وأشار هاموند إلى «إطار واسع من التفاهم»، مستدركاً: «ما زالت هناك قضايا أساسية تحتاج إلى حلّ». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست مساء أمس، إن المحادثات النووية مع إيران لا تزال تحرز تقدماً، إلا أنه حذر من أن الولاياتالمتحدة ستخرج من المفاوضات في حال تعثرت. وأضاف: «طالما أننا في وضع نعقد فيه محادثات جدية تحرز تقدماً، فإن الولاياتالمتحدة لن تنهيها بشكل اعتباطي أو مفاجئ». وعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما اجتماعاً مع فريقه للأمن القومي، اطلع خلاله على نتائج المفاوضات من كيري ووزير الطاقة إرنست مونيز، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. في طهران، أبلغ مصدر «الحياة» أن القيادة الإيرانية مطلعة في شكل كامل على تفاصيل المحادثات، مضيفاً أنها منعت الوفد المفاوض من تقديم أي تنازلات في شأن العقوبات الاقتصادية «التي يجب رفعها أو وضع آلية واضحة لرفعها، تزامناً مع إبرام اتفاق». وأشار إلى أن القيادة مصرّة على 4 نقاط، هي رفع العقوبات، وتأكيد حق إيران في إجراء بحوث نووية، ورفض توقيع اتفاق مرحلي أو تمهيدي، ووضع آلية واضحة للجهة المخوّلة الإشراف على تنفيذ اتفاق محتمل، ترغب طهران في أن يكون مجلس الأمن. في المقابل، اتهم ديبلوماسي غربي إيران بتعطيل المفاوضات، معتبراً أنها وروسيا «تناوران» عبر إشاعة أجواء باتفاق وشيك في لوزان.