الديوانية - أ ف ب - أصدرت محكمة عراقية أمس حكما بإعدام اثنين من قادة الجماعات الخاصة التي يتهمها الجيش الاميركي بتلقي الدعم والتمويل من ايران. وقال العميد عبدالعزيز الصالحي، مدير الإعلام في مديرية الشرطة في محافظة الديوانية ان «محكمة الجنايات في القادسية أصدرت حكما بإعدام كل من نصير ابو الريم وعلي الحداد، وهما من قادة الجماعات المتهمة بقتل العشرات من ابناء المحافظة وارتكاب اعمال اغتصاب وزرع عبوات واطلاق صواريخ». من جهة أخرى، أفادت دراسة ان عمليات الاعدام التي نفذها المسلحون وفرق الموت قتلت أكبر عدد من المدنيين العراقيين خلال خمس سنوات من الحرب، في حين أن منفذي العمليات الانتحارية سببوا سقوط عدد من القتلى يقارب ضحايا القصف الجوي. وأظهرت الدراسة التي أجرتها «كينغز كوليدج اند رويال هولواي» التابعة لجامعة لندن ومنظمة «ايراكي بادي كاونت» أن 60481 مدنيا قتلوا بين 20 اذار (مارس) 2003 و19 اذار 2008. وأن 33 في المئة خطفوا وأعدموا. ومن بين الذين أعدموا وجدت الدراسة أن 29 في المئة منهم كانوا يحملون علامات تعذيب مثل الرضوض واستخدام آلات ثاقبة وحروق. وكان أكثر أشكال الهجمات تسببا في سقوط ضحايا مدنيين القصف الجوي الأميركي، واستخدام أسلحة أوتوماتيكية. ولكن التفجيرات الانتحارية التي نفذتها جماعات طائفية أو مسلحين لم تقل فتكا. وجاء في التقرير أن«الانتحاري الذي يسير على قدميه يشبه السلاح الدقيق. فهو يشبه القنبلة الذكية قرب الهدف ويقتل الكثير في وقت واحد، اما نتيجة عدم الاكتراث بالمدنيين عند استهداف القوى المعادية أو نتيجة استهداف المدنيين مباشرة.» وأضاف: «عندما تستهدف قوى مقاتلة المدنيين عن عمد فإنها ترتكب جريمة حرب». وبعد حوادث الاعدام مثلت المعارك التي تندلع بالاسلحة النارية واطلاق الرصاص بشكل عشوائي 20 في المئة من القتلى من المدنيين والتفجيرات الانتحارية 14 في المئة. واستندت الدراسة التي نشرت في العدد الصادر في 16 الشهر الجاري من دورية نيو «انغلاند» الطبية الى قاعدة بيانات عن القتلى المدنيين في العراق التي تحتفظ بها «ايراكي بادي كاونت» وهي منظمة لا تهدف الى الربح. وتحتوي قاعدة البيانات على بيانات عن 99774 قتيلا من المدنيين سقطوا بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في اذار عام 2003. وتقول المنظمة ان ارقامها تقدم تقديرا تقريبياً للعدد الحقيقي من الضحايا. واستبعدت الدراسة ضحايا الموجات الممتدة من العنف مثل حصار القوات الاميركية مناطق يسيطر عليها المسلحون لفترات طويلة. وأن القتلى الذين راحوا ضحية سلاح لم يتضح بالتحديد نوعه لم يتم توثيق عددهم بشكل يتسم بالصدقية.