في هذا العصر تسارعت الخطى والأفكار وأصبحت التقنية الحديثة محور العلم والعمل في جميع المجالات، لذا كان من الضروري الاهتمام بتعلمها والعناية بها في علومنا الربانية، خصوصاً تعلم القرآن الكريم ورعاية حفظه وتفسيره في قوالب معاصرة سهلة للعالم والمتعلم، ما يسهل على الباحث في علوم القرآن الكريم الاطلاع والتمرس في البحث العلمي. بعض الجامعات المرموقة تهتم اهتماماً مميزاً في تعلم القرآن الكريم وتجويده عن طريق تأسيس معامل مجهزة بالتقنيات لخدمة القرآن الكريم، وهذه فكرة جديرة بأن تعمم في مدارس تحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات. فهذا يقلل من نسبة الخطأ والاختلاف في التجويد بين المعلمين واعتمادها من وزارة التربية والتعليم لتعميمها على المدارس القرآنية، وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالعمل في معامل تقنية لتعليم التجويد وتكرار الحفظ، فالتقنية أصبحت عاملاً ثقافياً مهماً ومميزاً يساعد في جذب الناشئة وتحبيبهم في تعلم تجويد القرآن عن طريق المقارئ الإلكترونية المعتمدة. وأظن ان دورة الزمان لن تلتفت لمن لا يستخدمون التقنية خلال السنوات المقبلة، لذا كان من الضروري الاهتمام بفكرة إدخال التقنية في مناهج تعليم القرآن الكريم على مستوى المدارس والجمعيات والجامعات، لكي نبني جيلاً قادراً على حفظ القرآن الكريم وقراءته بالقراءات المتواترة وملماً بعلوم التقنية الحديثة، ليسهم في توصيل رسالة القرآن الكريم للعالمين. ومهما تعددت مضار التقنية، خصوصاً لدى أصحاب القول الذين يعارضون إدخال التقنية في خدمة القرآن الكريم، وهم يتمسكون بهذا الرأي – أحياناً – لما ظهر لهم الأخطاء الفادحة في إدخال برامج القرآن الكريم في أجهزة المحمول المنتشرة في المجتمع. من أجل هذا كان من الحلول الحكيمة لمعالجة الخطأ، ان يتولى أهل القرآن من الحُفّاظ البارزين والباحثين المتمرسين عملية الاستعمالات التقنية في خدمة القرآن الكريم. فليس من الحكمة ان نرى تسارع أهل الدنيا للبحث عن الحكمة المعاصرة وتناولها من الشرق والغرب، بينما يظل أهل القرآن يراوحون الخطى هل هذا من الحكمة أم لا؟ أسأل الله ان يوفق القائمين على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في الخروج بتوصيات حكيمة تساعد على تشجيع التقنية في خدمة مجالات القرآن الكريم وعلومه وتعليمه. [email protected]