وضع قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما ارسال 30 الف جندي اميركي اضافي الى افغانستان "في اسرع وقت ممكن" وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) امام تحد لوجستي هائل في احدى اكثر مناطق العالم صعوبة. وبحسب وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس فان طليعة هذه التعزيزات ستبدأ بالوصول الى افغانستان "في غضون اسبوعين الى ثلاثة اسابيع" على ان تنتهي عملية ارسال كامل التعزيزات بحلول الصيف. ولكن على المستوى اللوجستي اقر الوزير الاميركي بان ارسال هذه التعزيزات يشكل "تحديا اكبر مما كان عليه التحدي في العراق", حيث اتم الجنود ال30 الفا الذين امر الرئيس الاميركي السابق جورج بوش بارسالهم الى العراق (اكرر... العراق) كتعزيزات, انتشارهم في هذا البلد في غضون ستة اشهر. واضاف غيتس ان "الوضع في افغانستان مختلف للغاية بسبب عدم امتلاكنا نفس البنية التحتية الموجودة في العراق, وبالنتيجة فان كل شيء يجب ان يرسل جوا". وكان رئيس اركان الجيش الاميركي الاميرال مايكل مولن استبق قرار اوباما باعلانه ان البنتاغون "لن يكون قادرا على ارسال كتيبة واحدة كل شهر بسبب وجود مشاكل في البنية التحتية". وفي حالة العراق فان هذا البلد يمتلك مرفأ وشبكة طرقات جيدة, كما ان الكويت المجاورة حليف قوي لواشنطن وتحتضن قاعدة عسكرية اميركية ضخمة. بالمقابل فان افغانستان بلد لا يطل على اي بحر وشبكة طرقاته البرية في حالة يرثى لها, اما في شرق البلاد فتزيد الجبال من صعوبة المواصلات ما يحتم استخدام الطوافات التي يؤكد القادة العسكريون الاميركيون في افغانستان انهم يعانون نقصا كبيرا في اعدادها. وعلى الارض, تعاني طرق الامدادات البرية من باكستان المجاورة مشكلة الخطورة المتزايدة. فقوافل امدادات حلف شمال الاطلسي تتعرض دوما لهجمات في مضيق خيبر الذي تمر عبره غالبية العتاد والامدادت المرسلة الى كل من قوات الاطلسي والقوة الدولية التي تقودها الولاياتالمتحدة في افغانستان. وهناك تحد آخر يتمثل في التمكن بالسرعة اللازمة من بناء البنى التحتية اللازمة لاستضافة الاف الجنود الاضافيين المنتظر وصولهم. وعلى سبيل المثال, في قاعدة حلف شمال الاطلسي في اقليم قندهار (جنوب) حيث المعقل التاريخي لحركة طالبان, كانت كتيبة قوات البر الاميركية سترايكر لا تزال حتى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر تبني مقراتها وتعاني من نقص في العربات للتنقل داخل القاعدة بعد مرور ثلاثة اشهر على وصول جنودها ال5000, بحسب ما افادت صحافية في وكالة فرانس برس. ويبدو التحدي الذي يواجهه البنتاغون في افغانستان كبيرا لدرجة ان رئاسة الاركان طورت مدرعة جديدة مضادة للالغام ارسلت لتوها اولى نماذجها الى قواتها المنتشرة في هذا البلد. وهذه النسخة المطورة من المدرعات المضادة للالغام صنعت خصيصا للسير على الاراضي الافغانية الوعرة التي شكلت عقبة اساسية امام الطرازات السابقة. وبحلول آذار/مارس يعتزم البنتاغون ارسال خمسة آلاف مدرعة من هذا الطراز المطور الى افغانستان, بينما لم يستبعد وزير الدفاع روبرت غيتس مضاعفة هذا الرقم لاحقا تلبية للحاجات المتعاظمة لقواته هناك. غير ان المسؤولين اللوجستيين يؤكدون ثقتهم على مواجهة هذا التحدي الكبير. وقال نائب الاميرال آلن طومسون مدير وكالة الدفاع المكلفة الشؤون اللوجستية هذا الاسبوع "انا واثق من اننا على الطريق الصحيح لتزويد جنودنا بكل ما يحتاجون اليه سواء من المحروقات ام قطع الغيار ام انظمة التسلح ام اعتدة الدعم".09