أظهرت نتائج أعلنتها اللجنة الانتخابية المستقلّة في نيجيريا، لعملية فرز أصوات 18 من أصل 36 ولاية والعاصمة الفيديرالية أبوجا، تقدُّم مرشح المعارضة محمد بخاري على منافسه الرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان في الانتخابات الرئاسية. وأعلن حزب المؤتمر التقدمي بزعامة بخاري، «إطاحة السلطة للمرة الأولى عبر السبل الديموقراطية، لكن الترقب لا يزال على أشده لأن النتائج في معاقل جوناثان جنوب البلاد ذي الغالبية المسيحية، لم تُعرف بعد. والتصويت الطائفي ظاهرة سائدة جداً في نيجيريا، التي تضم 173 مليون شخص وتعتبر الأكثر اكتظاظاً بالسكان في أفريقيا، غالبيتهم من المسيحيين في النصف الجنوبي ومن المسلمين في النصف الشمالي. وأشارت اللجنة الى نيل الجنرال السابق بخاري أكثر من 8,5 مليون صوت، متقدماً على جوناثان بنحو مليوني صوت. وأعلنت كسب بخاري 10 ولايات، وجوناثان 8 ولايات والعاصمة الفيديرالية. وتقدّم بخاري المسلم من الشمال بنحو 1,7 مليون صوت على جوناثان في ولاية كانو، الأكثر اكتظاظاً في الشمال، و650 ألف صوت في كادونا. وقد نال أصواتاً أكثر مقارنة بانتخابات 2011، علماً أنه يركز حملته الانتخابية على مكافحة الفساد في بلد بات العام الماضي أكبر قوة اقتصادية في أفريقيا، خصوصاً بفضل إنتاجه الكبير من النفط، لكن التفاوت الاجتماعي يبقى مصدر مخاوف كبيرة. لكن الحزب الديموقراطي الشعبي الحاكم بزعامة جوناثان، لم يبدِ قلقه من هذه النتائج. وأكد الناطق باسمه، أوليسا ميتوح، أن «النتائج في معاقل الحزب ستقلب المعادلة، وتحقق لنا فوزاً واضحاً في نهاية المطاف». ويخشى كثر حصول أعمال عنف بعد هذه الانتخابات التي تشهد المنافسة الأكثر حدة في تاريخ نيجيريا، مثلما حصل عام 2011 حين أوقعت مواجهات حوالى ألف قتيل بعد إعلان فوز جوناثان. واندلعت اضطرابات بدءاً من الأحد في ولاية ريفيرز النفطية، حيث تبادل حزب المؤتمر التقدمي بزعامة بخاري وكل من اللجنة الانتخابية وحزب جوناثان الاتهامات بتزوير انتخابي. وتزداد المخاوف خصوصاً في مدينة كادونا (وسط)، التي شهدت أعمال عنف بين المسيحيين والمسلمين عام 2011. وقال أنوال عبدالله عليو، رئيس الاتحاد من أجل وحدة شعب الشمال والمصالحة: «إذا أعلن فوز جوناثان وليس بخاري، أتوقع أن تغرق كادونا في العنف مجدداً». ووعد رئيس اللجنة الانتخابية المستقلّة بأنه سينظر في كل الشكاوى، مؤكداً أنه يعمل من أجل انتخابات «حرة وعادلة وتحظى بصدقية». ودعا الاتحاد الأفريقي، الى استخدام «كل الوسائل الشرعية» إذا حصل احتجاج على نتائج الانتخابات، التي قال إنها «احترمت مبادئ القارة في إجراء اقتراع ديموقراطي». الى ذلك، أبدت واشنطن ولندن قلقهما من احتمال حصول «تدخلات سياسية» في فرز الأصوات، على رغم «عدم حصول تلاعب منهجي في هذه العملية الانتخابية». على صعيد آخر، أعلن مصدر عسكري تشادي أن مقاتلين من جماعة «بوكو حرام» توغلوا ليل أمس، في منطقة بوسو جنوب شرقي نيجيريا المحاذية للحدود مع النيجر، لكن جنود الجيشين التشادي والنيجيري صدّوهم نحو مدينة مالام فاتوري شمال شرقي نيجيريا المجاورة.