تصدت القوات السعودية أمس لمحاولتي تسلل متزامنتين لمجموعتين من المسلحين حاولوا العبور إلى الأراضي السعودية من جهة جبلي الدود ورميح الحدوديين، واستطاع الطيران السعودي والمدفعية الأرضية توجيه ضربات للمتسللين، فيما أكدت مصادر عسكرية أن قوى المتسللين المسلحين «خارت» بناء على ملاحظة انخفاض أعدادهم وعدّتهم، وتراجع عدد محاولات تسللهم، في إشارة إلى أن ضربات الجيش السعودي حققت نتائج جيدة، وكبدت المسلحين خسائر بشرية فادحة. وأوضحت مصادر عسكرية ل«الحياة»، أن الجنود السعوديين أطلقوا النار على مسلحين رصدهم مركز العمليات العسكرية لمتسللين حاولوا التسلل في مكانين مختلفين ووقت واحد، في محاولة منهم للدخول إلى أراضي السعودية. وقالت المصادر: «رصدت مجموعة من المسلحين على الحدود ينوون الدخول إلى الأراضي السعودية، فتم إطلاق أعيرة نارية تحذيرية عليهم، ليلقوا بأسلحتهم ويسلموا أنفسهم». وأشارت المصادر إلى أن المتسللين بادروا بإطلاق النار تجاه المرابطين على الحدود، وتم التعامل معهم بما يقتضيه الموقف، إذ وجّهت الطائرات التي كانت تمشط المنطقة قذائفها عليهم، فيما أطلقت المدفعية الأرضية نيرانها باتجاههم. ولفتت المصادر إلى أن القوات العسكرية البرية والجوية والبحرية منتشرة في المنطقة العسكرية، وكل جهاز يشرف على المراقبة الأمنية للمنطقة المسؤول عنها، وذلك في خطة استراتيجية للعمل المشترك، إذ يتم التصدي لمحاولات عدة لمسلحين في وقت واحد. وذكرت المصادر أن الجنود المظليين تقدموا نحو مواقع المسلحين على الحدود، بحيث يتم الوقوف على تحركات المسلحين ومراقبتهم، فضلاً عن رقابة الطائرات من الجو. وأشارت إلى أن قوة المسلحين آخذة في الانهيار، إذ انخفضت أعدادهم، وضعفت نوعية الأسلحة التي يستخدمونها، بعد أن حققت القوات السعودية إصابات واسعة في صفوفهم خلال تمركزهم في كهوف جبلي الدود ورميح على الشريط الحدودي. من جهة أخرى، أكد مسؤولون في القوات البحرية السعودية، أنه لم يتم رصد أية محاولة تسلل للمسلحين أو غيرهم عبر الحدود البحرية خلال الأسبوعين الماضيين، وقالوا خلال زيارة إعلامية نظّمتها وزارة الدفاع والطيران إلى سفينة جلالة الملك، إن القوات البحرية تستطيع مطاردة العدو عبر العديد من السفن المختلفة التي تمتلكها السعودية، من بينها سفن الفرقاطات والإمداد والمطاردة الصاروخية والدوريات الصاروخية وكواسح الألغام وسفن الإنزال البحري. وأشار ضباط في البحرية إلى أن هذه السفن على قدر عال من الجاهزية والاستعداد، للمشاركة مع بقية قطاعات القوات المسلحة في أداء واجبها وضمان أمن وحماية المياه الإقليمية السعودية، لاسيما أن المملكة تقع على ثلاثة مضائق مهمة تعبر منها معظم صادرات وواردات المملكة. ولفتوا إلى أن سفينة جلالة الملك (الرياض)، التي وصلت خلال الأيام الماضية إلى سواحل جازان قادرة على الحروب السطحية (ضد السفن)، والحروب الجوية (ضد الأهداف الجوية)، والحروب تحت السطحية (ضد الغواصات)، والحروب الإلكترونية، إضافة إلى الحروب البرية. وفي الجانب البري، أوضح مسؤولون في القوات البرية، أن مشاة البحرية يملكون وحدات بحرية خاصة تحتوي على مختلف الأسلحة والمعدات، التي تمكّنهم من أداء مهامهم على اليابسة، مثل العربات والمدرعات بأنواعها، والتجهيزات الملحقة عليها، وقالوا: «يتم نقل المشاة والوحدات الخاصة عن طريق البحر، وإسقاطهم على الشواطئ والجزر، بواسطة سفن الإنزال والطائرات بكامل معداتهم، لأداء المهام المختلفة، وتتميّز الوحدات البحرية الخاصة بالعمل في البحر والبر، ويتم إسقاطهم أيضاً على السفن واليابسة».