لاحت بوادر أزمة في العلاقات بين أنقرةوطهران، اذ احتجت إيران على اتهامات وجّهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها تحاول الهيمنة على الشرق الأوسط. لكن الأخير أكد عزمه على زيارة طهران الأسبوع المقبل، ساخراً من دعوات إيرانية إلى إلغائها. وكان أردوغان حض «إيران والمجموعات الإرهابية على الانسحاب» من اليمن، متسائلاً: «تبذل إيران جهوداً للهيمنة على المنطقة، كيف يمكن التسامح مع ذلك؟»، ودعا طهران إلى «سحب كل قواتها من اليمن وسورية والعراق»، وزاد: «عليها أن تغيّر عقليتها. ممارساتها في المنطقة تجاوزت حدود الصبر». وأثارت تصريحات الرئيس التركي ردود فعل غاضبة في طهران، اذ كتب رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المتشددة حسين شريعتمداري، أن «زيارة أردوغان تشكّل إهانة لشعبنا وخيانة للمقاومة»، معتبراً أن «إلغاءها فوراً هو أقل ما يمكن أن تفعله وزارة الخارجية» الإيرانية. وحذر النائب إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان)، من أن «المجلس سيناقش المسألة إذا لم تلغ وزارة الخارجية الزيارة». لكن حسن قشقاوي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أكد أن «لا تغيير» على برنامج زيارة أردوغان، معتبراً أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف «ردّ في شكل لائق على تصريحات» الرئيس التركي. وكان ظريف خاطب أردوغان قائلاً: «بعد ارتكابكم مزيداً من الأخطاء الاستراتيجية، عليكم التحلي بمواقف مسؤولة والمساعدة على إرساء الاستقرار في المنطقة». وأعلنت الناطقة باسم الخارجية مرضية أفخم استدعاء القائم بالأعمال التركي في طهران باريش صايجي، ليردّ على «احتجاج إيران وأسفها للتصريحات غير المناسبة وغير المعتادة التي أدلى لها أردوغان». وطالبت صايجي ب «رد واضح ومقنع»، مستدركة أن «مقاربة إيران في المنطقة والعلاقات مع الجيران أساسها السلام والاستقرار والتعاون القائم على الاحترام المتبادل، ونعتقد بأن في إمكان التعاون التركي- الإيراني تحقيق هذه الأهداف». وعلّق أردوغان على ردود الفعل الإيرانية، مشدداً على أن تصريحاته في شأن اليمن «تتعلق بحماية وحدة أراضيه، وعدم صواب التدخل في شؤونه، سواء من الداخل أو الخارج، وذلك لاحترامنا وحدة الأراضي اليمنية. ولذلك قلنا بضرورة انسحاب المتدخلين من اليمن». وأضاف: «جاء من إيران ردان على تصريحاتي، أحدهما من نائب رئيس لجنة في البرلمان أو شخص على هذا المستوى، لست متأكداً، لكنهما ليسا على مستوى أن أرد عليهما، وليسا من يقرر في شأن زيارتي» طهران. وزاد: «أن أذهب أو لا أذهب، نحن سنتخذ القرار. نحن ملتزمون الآن ببرنامجنا الإيراني من دون تغيير، ولكننا نتابع الوضع في اليمن حيث التطورات مهمة جداً بالنسبة إلينا. وقد تحدث أمور تحتّم علينا اتخاذ قرارات». وكان الرئيس التركي يعتزم زيارة إيران في 7 نيسان (أبريل) المقبل، للبحث في تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين. وترتبط طهرانوأنقرة بعلاقات اقتصادية وسياسية واسعة، اذ يبلغ التبادل التجاري بينهما 15 بليون دولار، فيما دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال زيارته تركيا العام الماضي، إلى رفع حجم التبادل التجاري إلى 30 بليوناً.