نفّذ المهندس جورج سليط منزلاً بديكور نيو كلاسيكي، ملبياً كل متطلبات مالكيه، في مساحات رحبة من الحرية والهدوء. من المدخل الرئيسي برزت الألوان الترابية متراقصة، بدءاً من مرآة فرنسية مذهّبة وزع حولها «أبليكان» فرنسيان يضفيان إنارة تتزاوج مع الإنارات المباشرة المنبعثة من سقف من الجص. ويحوي الجدار المشغول بالحجر الأصفر النافر في بعض فجواته أنواراً غير مباشرة، تزيد ألق آنية مذهبة أنيقة. وتناغماً مع هذه الأعمال ارتسمت أرضاً تصاميم من الرخام البني بشكل لوحة مستطيلة في وسطها رسم دائري، وهذا ما جعل غياب السجاد مبرراً، وفق المهندس سليط. وعبر قنطرة كبيرة بلا باب، تنفتح المساحات على قسم الاستقبال، إذ اتخذت الصالونات طابعاً عصرياً. ففي الصالون الأول المؤثث بالجلد الطبيعي، عكس اللون البني الفخامة والأناقة. أما الأكسسوارات واللوحات فهي من الطراز الإيطالي. في ركن هذا الصالون وعند جداره المتواصل مع جدار الردهة الرئيسة، وضع كونسول عصري يرفع فوقه لوحة نارية الألوان. ووسط الصالون، موقع الطاولة بارز وشفاف من خلال سطحها الزجاجي بشكله المربع والمضروب بالرمل من زوايا المربعات. ويبرز التلفزيون عند مكتبة عصرية تتوزع وظائفها في قسمين وتتناغم بألوانها مع الكونسول الجانبي. وتعلوها أربع لوحات تمثّل كل منها فصلاً من الفصول الأربعة. وتتدلى من سقفها ثريا من البرونز مشغولة من الأحجار النارية التي تبرز كقرص الشمس عند المغيب. في الصالون الآخر يلفت النظر قماش «ألكنترا» بلونه البيج وأرائكه البنية، وصولاً إلى البانكيت بلون «القهوة بالحليب». وهي موازية لمدفأة تعمل على الغاز وتتموضع عند جدار حجري مميز التصميم، علّق على جانبيه مصباحان فرنسيان مميزان. أما الأثاث فاختير بحجم كبير لمزيد من الفخامة والأبّهة. أما طاولة الوسط فكلاسيكية، فتميّزها لمسة من الفخامة الفرنسية التي تتلاقى مع اللوحات المزدانة بالورود، والتي تعكس الطابع الفرنسي بامتياز. كما علّقت إحدى اللوحات بطراز فلورنسي مضاءة من الطرفين بواسطة «أبليكين» فرنسيين متناغمين مع الثريا الفرنسية المزدانة باللؤلؤ بلونه العسلي. في غرفة الطعام، برزت شفافية الأعمال من خلال سطح الطاولة الشفاف والبيضاوي الذي تحيط به كراسي من الخشب وقماش «ألكنترا». أما الفيترين، التي استراحت عند جدار حجري رائع، فانسجمت واجهتها مع الطاولة البيضوية. وفتحت مساحات الشرفات لتتحول إلى جزء داخلي من قسم الاستقبال، وفيها جلستان تضم الأولى كراسي حول طاولة ذات قاعدة منحوتة وسطح شفاف، وتشاركها مكتبة كبيرة تضم أكسسوارات ومجلدات فاخرة. وفي الناحية الأخرى طاولة دائرية حولها كراسي جلدية بنية قرب كونسول مزخرف. أما السقف فمستوحى من حركة موج البحر. وعند الواجهات الزجاجية الكبيرة انسدلت الستائر بشكل «باتو» بلونها البرونزي وخلفها القماش الحريري الكلاسيكي الذي يتحرك كطرحة عروس تلامس الأرض. واللافت أنه في ظل وجود عدد كبير من قطع الأثاث واللوحات، لم يشأ سليط الإكثار من الأكسسوارات في المنزل الذي اغتنى بمصابيح وبعض الآنيات العصرية المنتشرة بخجل على بعض الطاولات. غرف النوم لم تختلف الألوان في قسم الاستقبال عنها في جناح غرف النوم، باستثناء اللون الناري البرتقالي المتدرج من الألوان الترابية، فظهر جميلاً في غرفة نوم المالكين التي تحوي سريراً كبيراً مثبتاً أرضاً وله ظهر جلدي مشغول ومخطط بمربعات تتوسطها لوحة تجريدية. وعلى طرفَي السرير خزانتان صغيرتان، كما ضُمّت مساحة الشرفة إلى داخل هذه الغرفة لتتحول ركناً لمكتب عصري وجلسة هادئة تشرف على طبيعة حالمة. واتسمت غرفة النوم الأخرى بألوان مكررة. وتوحدت الستائر في الغرفتين بطراز كلاسيكي وبألوان داكنة. وبعدما اتخذ الرخام الأبيض موقعه في قسم الاستقبال، غاب في غرف النوم ليحل محله الباركيه الدافئ.