مونتيفيديو - أ ف ب - لم ينفق مخرج الإعلانات المغمور فيديريكو الفاريز (31 سنة) من أوروغواي اكثر من 300 دولار فقط ليخرج فيلماً قصيراً يصور رجالاً آليين يهاجمون مونتيفيدو، ليوقع بعدها عقداً مع هوليوود بسبب النجاح الساحق الذي حققه الفيلم على الإنترنت. وفي اقل من شهر، اعجب أهم استوديوات السينما في الولاياتالمتحدة بألفاريز ووقع عقداً مع شركة «غوست هاوس» للإنتاج قيمته مليون دولار وهو قياسي إذ يفوق بأربع مرات الأجر العادي الذي يتقاضاه المبتدئون، وهي الشركة التي أخرج فيها سام رايمي «سبايدرمان». يقول الفاريز: «لقد قدموا لي عرضاً ضخماً الى درجة قال لي وكلائي «وقع العقد حالاً!». وسيحظى فيديريكو بموازنة قدرها 30 مليون دولار لتصوير فيلمه الأول حول غزو الأرض من سكان الفضاء. ووراء هذا النجاح فيلم قصير مدته خمس دقائق عنوانه «اتاكي دو بانيكو» شوهد 770 الف مرة خلال أربعة اسابيع على موقع «يوتيوب» ويصور رجالاً آليين عمالقة يدمرون المعالم الأثرية في مونتيفيديو. ويضيف: «بدأت تصوير الفيلم قبل سنوات عدة ليكون شريطاً قصيراً او كليباً لفرقة روك محلية «سنايك»، وضعنا النسخة الأولى على الإنترنت مطلع عام 2007 على لكنها لم تثر أي رد فعل». انتظر المخرج الشاب حتى نهاية السنة الماضية لاستئناف العمل على المشروع عبر استخدام برامج جديدة «سهلة جداً ويمكن ايجادها على الإنترنت». وأتت النتيجة النهائية مذهلة مقارنة بالكلفة التي لم تتجاوز 300 دولار لكن من دون احتساب اشهر العمل امام الكومبيوتر. ويشير الى أنها كلفة يوم تصوير، اذ استأجر حافلة لنقل 50 شخصاً راحت تجوب شوارع المدينة، وكان يطلب منهم النزول ثم الجري في كل الاتجاهات، ومن ثم انزل المشاهد على الكومبيوتر وأعدها. وكان رد الفعل فورياً بمجرد ان انزل الفاريز الفيلم على «يوتيوب»، وفي اليوم التالي وصلته رسائل الكترونية من مدراء اعمال ولم يصدق بداية ان مصدرها هوليوود. وتلقى الفيلم القصير دعماً اضافياً حين وضع مغني الراب الأميركي كانيي ويست رابطاً له على مدونته. بعد عشرة ايام من وضع الفيلم على «يوتيوب» توجه الفاريز الى لوس أنجليس لزيارة استوديوات تبحث عن مواهب شابة غير معروفة، بعد النجاح الذي حققه «ديستريكت 9» للمخرج نيل بلومكامب من افريقيا الجنوبية وأشرف عليه المخرج بيتر جاكسون، و «بارانورمال اكتيفيتي» لأورن بيلي. وحصد هذا الأخير وهو فيلم رعب صور بموازنة لا تتعدى 11 الف دولار، 107 ملايين دولار هذا الخريف في الولاياتالمتحدة. ويقول الفاريز الذي يذكر بكونتين تارانتينيو لحبه هذا النوع من السينما وتكلمه بسرعة كبيرة «ان التوقيت كان ممتازاً». ويؤكد الفاريز أن الشركة تركت له الحرية الكاملة ليصور السيناريو الذي يريده.