مع ارتفاع وتيرة التحذيرات من هيئة الأرصاد وحماية البيئة باحتمالية هطول أمطار على مدينة جدة خلال اليومين المقبلين، بدأ الكثير من سكان المناطق المهددة في النزوح، ولا سيما مع عمليات الإخلاء التي نفذتها إدارة الدفاع المدني للأحياء الواقعة شرق الخط السريع، تحسباً لوقوع كارثة في حال انفجار بحيرة الصرف الصحي المجاورة لتلك الأحياء. وقال مدير المركز الإعلامي في الدفاع المدني لمواجهة حالات الطوارئ العميد محمد القرني ل«الحياة»: «إن إدارة الدفاع المدني أنشأت مركز طوارئ للتعامل مع حالات حدوث الأمطار، إذ تم تجهيزه ب25 صافرة إنذار و46 قارب نجاة و15 سيارة إسعاف و50 من المعدات الثقيلة، وغرفة عمليات تعمل على مدار الساعة». وأكد أن وضع بحيرة المسك مطمئن، ولا سيما أن هناك مراقبة لمنسوب المياه فيها من «أمانة جدة» ومتخصصين من الدفاع المدني، وقال: «في حال وجود أي ارتفاع أو خطورة فلدينا الوقت الكافي لإنذار سكان المنازل القريبة منها، لإخلائها واستخدام صافرات الإنذر المتنقلة». ولم تخفف عبارة «الوضع تحت السيطرة»، التي يطلقها المسؤولون في عروس البحر من هلع وخوف سكان جدة، إذ قرر كثيرون النزوح عن مدينتهم قاصدين مدناً قريبة، أو بيوت أسرهم في محافظات بعيدة، للبحث عن الأمان الذي فقدوه مع كارثة نوفمبر، مرددين عبارة يا روح ما بعدك روح». ويرى سكان المدينة المنكوبة أن تصريحات المسؤولين فيها تختلف عن الواقع الذي يعيشونه، ولا سيما في ظل وجود تحذيرات من هيئة الأرصاء وحماية البيئة باحتمالية هطول أمطار خلال اليومين المقبلين. ومما زاد في توتر «الجداويين» تحذيرات مديرية الدفاع المدني لسكان الأحياء الشرقية من المحافظة والمجاورة ل «بحيرة المسك» وطلبها إخلاء منازل بعضهم. وفي المقابل شرع 54 قاضياً وداعية وعالماً وأكاديمياً في محافظة جدة في صياغة مذكرة بيان، تمهيداً لرفعها للمقام السامي على خلفية الكارثة التي تعرضت لها محافظة جدة نتيجة الأمطار والسيول التي شهدتها الأربعاء ما قبل الماضي، وما نتج منها من الوفيات والمفقودين والأضرار في الممتلكات والمرافق العامة. وتضمنت مسودة البيان (حصلت «الحياة» على نسخة منها) التأييد لما أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتشكيل لجان للتحقيق والتقصي في أسباب الكارثة، واستدعاء أي مسؤول للمساءلة. وطالبوا بسرعة تطبيق القرار والإعلان عن نتائجه بشفافية ووضوح وإعطاء كل ذي حق حقه. وحضت المذكرة على تولية أهل الأمانة والقدرة، مطالِبةً بتفعيل الأنظمة والمعايير الكفيلة بالمحاسبة والرقابة بشكل دائم. وأجمع المشاركون في صياغة البيان على أهمية إعادة تخطيط محافظة جدة وفق أعلى المقاييس العالمية للمدن المتطورة وإيجاد المشاريع الخدماتية الخاضعة لأعلى المواصفات التي تخدم المواطنين بعيداً عن الغش والإهمال والمحاباة وجعل راحة المواطنين هي هدف الجميع. يذكر أن عدد الوفيات نتيجة السيول بلغ بحسب آخر إحصاء للدفاع المدني 109، ولا يزال البحث جارياً عن 39 مفقوداً. إضافةً إلى إيواء 15240 متضرراً. «مكة»: مستثمرون «يستغلون» مخاوف «الهاربين» من مآسي جدة ... وحراك اجتماعي لاستقبال «المزيد» «التحذيرات المتواصلة» تمنع إرسال« الأبناء» إلى المدارس «جدّاويون» يقررون النزوح من مدينتهم أصيلة جرفت السيول أمها وأباها وإخوتها الخمسة... وبقيت «يتيمة» السيول تحطم قاعات الأفراح... والعرسان «يخطون» على جدرانها المكان والزمان الجديدين لليلة العمر تغيرات «المناخ» وتنبؤات «الأرصاد» تتصدران اهتمامات سكان العروس 54 من قضاة و«دعاة» و«أكاديميين» يرفعون مذكرة ل «الجهات العليا» حول «فاجعة جدة» أسئلة «بلدي جدة» ل «الأمانة» تكشف «ابتدائية» «المجلس» بأدواره