لندن، كابول - «الحياة»، رويترز - أعلن رئيس اللجنة السياسية في حركة «طالبان» الأفغانية الملا محمد طيب آغا، ان الحركة تؤيد إجراء مفاوضات أفغانية لإنهاء الصراع الدائر في البلاد، «شرط عدم المس بالشريعة الإسلامية تحت أي ظرف». وشدد على استثناء الرئيس الأفغاني حميد كارزاي وحكومته والأحزاب المتحالفة معه في السلطة من أي مفاوضات. تزامن ذلك مع تأكيد السفير الأميركي لدى بريطانيا لويس سوسمان أن مهمة بلاده في أفغانستان «تهدف الى تدمير القاعدة وتفكيكها»، فيما سعى قائد القوات الأجنبية في أفغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال الى طمأنة كابول الى أن واشنطن لا تعتزم الانسحاب من البلاد «في وقت مبكر». وفي حديث الى «الحياة»، دعا طيب آغا الى فتح صفحة جديدة مع كل الأطراف الأفغانية، وإطلاق حوار معها يستند الى أحكام الشريعة ومصالح الشعب. لكنه برر رغبة الحركة في استثناء كارزاي بأن «لا سلطة لديه» في حين أن الأحزاب المتحالفة معه «تتفاخر بأنها جلبت الاحتلال». وحدد طيب آغا الحل بمنح الأفغان حرية تقرير مصيرهم «ما يحتم إنهاء الاحتلال الأجنبي، وتشكيل حكومة الإمارة الإسلامية كي تعيد الأمور إلى نصابها وتوحد البلاد، وتعمل على تعزيز استقرارها ومكافحة المخدرات». في المقابل، شدد كارزاي، على ضرورة محاورة زعيم «طالبان» الملا محمد عمر. وقال في حديث لوكالة «اسوشييتد برس» إن حواراً من هذا النوع يوفر السلام لأفغانستان، في حال حصل على دعم مناسب من الولاياتالمتحدة وباقي الحلفاء الدوليين. في غضون ذلك، طمأن الجنرال ماكريستال إلى أن واشنطن لا تعتزم الانسحاب مبكراً من أفغانستان، استناداً الى إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطاب تقديم استراتيجيته الجديدة الثلثاء الماضي، أن الجنود الأميركيين ال30 ألفاً الذين سيرسلون الى أفغانستان، سيبدأون في العودة الى ديارهم بحلول منتصف عام 2011. وأبلغ ماكريستال 12 وزيراً ونائباً أفغانياً التقاهم في كابول، أن الاستراتيجية تركز على «منح الشعب الأفغاني فرصة بناء قدرات كافية لتوفير الأمن بنفسه». وأضاف: «اعتقد أنه بحلول صيف 2011 سيظهر بوضوح أن كابول تنتصر». ولاحقاً، غادر ماكريستال والسفير الأميركي لدى أفغانستان كارل ايكينبري إلى بروكسيل حيث انضما الى اجتماع عقده وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي للبحث في إرسال دول الحلف قوات إضافية الى أفغانستان. وقال جيمس اباثوراي الناطق باسم الحلف: «اعتقد أننا نستطيع بعد تعهد أوباما أن نقول بثقة إننا سنرسل أكثر من 5 آلاف عنصر الى أفغانستان، إذ أكدت اكثر من 20 من أصل 43 دولة (مشاركة في التحالف) أنها ستزيد حجم مشاركتها». سوسمان وفي بريطانيا، شدد السفير الأميركي سوسمان على أن مهمة بلاده في أفغانستان «تدمير القاعدة وتفكيكها باعتبارها ما زالت تخطط لإلحاق أذى بنا»، مؤكداً ثقته في أن الاستراتيجية الجديدة لأوباما ستسمح ببدء سحب القوات من هذا البلد خلال 18 شهراً. وقال سوسمان ل «الحياة»: «تمثل طالبان مشكلة للحكومة الأفغانية لأنها تريد إسقاطها. مشكلتنا مع الناس الذين يوفرون مأوى للقاعدة. تملك الحركة أجندتها الخاصة وهي إطاحة الحكومة الأفغانية، وهي باقية حتى لو باتت القاعدة غير موجودة في أفغانستان». وأشار إلى بذل الجنود الأميركيين في أفغانستان جهوداً حثيثة لبناء البنية التحتية في أفغانستان، قائلاً: «نهتم بتوصيل الكهرباء ومد مجاري المياه الصحية وشق الطرقات وبناء مدارس للأفغان، ما يعطيهم ثقة بأن هذه الحياة التي يستطيعون الحصول عليها أفضل من الحياة التي يمكن أن توفرها لهم طالبان».