شنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته أمام القمة العربية عقب تسلمه رئاستها، هجوماً عنيفاً على إيران، من دون أن يسميها، لافتاً إلى أن بعض الأطراف الخارجية «تستغل الظروف التي تمر بها دول عربية للتدخل في شؤونها، ما يهدد أمننا القومي في شكل لا يمكننا إغفال تبعاته على الهوية العربية وكيان الأمة»، وحذّر من أن الأوضاع في اليمن وصلت إلى «حدّ النيل من أمننا المشترك وليس المساس به فحسب... فكان محتماً أن يكون هناك تحرك عربي حازم تشارك فيه مصر، من خلال ائتلاف يجمع بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية وأطراف دولية، بهدف الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه». وكرر السيسي دعوته إلى إقرار اقتراح «تشكيل قوة عربية موحدة»، كما شدّد على ضرورة دعم الحكومة الشرعية في ليبيا، بالتزامن مع مساعي الأممالمتحدة الى الحل السياسي. وقال: «لم يعد مقبولاً ما يسوقه البعض من ذرائع حول الربط بين دعم الحكومة الشرعية وبين الحوار السياسي... فليس منطقياً أن نطلب من الشعب الليبي العيش تحت نيران الإرهاب الى حين التوصّل الى تسوية سياسية». ودعا السيسي المجتمع الدولي الى «الاضطلاع بمسؤولياته، وبلورة رؤية أكثر واقعية ووضوحاً لمحاربة الإرهاب، وعدم إضاعة مزيد من الوقت، لكي لا يتصوّر من يرفعون السلاح أن هذا هو السبيل لتحقيق مكاسب سياسية». وأشار إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، كاشفاً عن ترتيبات لاجتماع جديد يجمع قوى المعارضة السورية لبلورة حلّ، مشيراً إلى أن «مصر تتعامل مع الأزمة السورية من زاويتين: دعم تطلعات الشعب السوري لبناء دولة مدنية ديموقراطية، إضافة إلى التصدي للتنظيمات الإرهابية والحيلولة دون انهيار مؤسسات الدولة السورية». كما شدد على ضرورة التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، منبهاً إلى أن المنطقة «لن تهدأ أبداً طالما ظلت حقوق الشعب الفلسطيني مهدرة». ونبه السيسي إلى استغلال أصحاب الفكر المتطرف «وجود بعض أوجه القصور في عدد من الدول العربية في الوفاء باحتياجات مواطنيها»، من أجل «اختطاف الأوطان واستغلالها لمآربهم أو لإعلان الحرب على الشعوب حتى تذعن لسلطانهم الجائر». وشنّ السيسي هجوماً على بعض الأطراف الخارجية التي «تستغل الظروف التي تمر بها دول عربية للتدخل في شؤونها، أو لاستقطاب قسم من مواطنيها، بما يهدد أمننا القومي في شكل لا يمكن إغفال تبعاته»، لافتاً الى أن «الظروف أغرت أطرافاً في الإقليم وفي ما وراءه، وأثارت مطامعها إزاء دول عربية بعينها، فاستباحت سيادتها واستحلت مواردها واستهدفت شعوبها، وقد تفاعلت تلك التدخلات مع مؤثرات أخرى كالإرهاب والظروف الاقتصادية والاجتماعية، بل وحتى الاحتلال لتزيد من وطأة التحديات وتخدم بذلك أهدافاً تضرّ بمصالح الأمة العربية وتحول دون تحقيق تقدّمها». ودعا الرئيس المصري إلى «اتخاذ إجراءات عملية جماعية»، لصدّ محاولات التدخل الخارجي في شؤوننا، وردع مساعي الأطراف الأخرى للمساس بسيادة الدول العربية وحياة مواطنيها. وقال: «هذا الردع حقّ لنا، فهو دفاع عن أمننا من دون تهديد لشقيق قريب أو لأي جار قريباً كان أو بعيداً. هو درع لأوطاننا ولأهلنا وليس سيفاً مُسلطاً على أحد إلا من يبادرنا بالعدوان»، مطالباً بتأسيس «قوة عربية مشتركة».