أصبحت عائلات سعودية عدة تتفاخر بابتعاث أبنائها إلى الخارج، إلى درجة أن عدداً منها يتكفل بدراستهم على حسابها الخاص لفترة قصيرة، كونها تعتبره «موضة» جديدة دارجة في المجتمع. ولم تكتف عائلات أخرى بابتعاث أبنائها، بل أصبح مكان الدراسة في الخارج، مؤشراً على رقي الأسر، فهناك فرق بين المبتعثين في أميركا وكندا وبريطانيا، وأقرانهم في ماليزيا والهند، ويشتد التفاخر عند بعض العائلات، خصوصاً التي تكون أعمار أبنائها قريبة من أعمار أبناء أقاربهم. يقول مبتعث (فضّل عدم ذكر اسمه): «والدي أجبرني على الذهاب إلى البعثة على حسابه، عندما علم بدراسة أبناء عمي في الخارج، الذين شملهم برنامج خادم الحرمين الشريفين»، مشيراً إلى أنه انضم إلى برنامج الابتعاث عقب أسبوعين من وصوله بفضل والده. ويؤكد مبتعث آخر أن والدته تتفاخر بدراسته في كندا بين النساء، وهي التي شجعته على الدراسة في الخارج، كون ابن خالته ابتعث قبله، لافتاً إلى أنها تكفلت بمصاريف ابتعاثي. من جانبه، يستغرب المبتعث محمد الجهني من تصرف بعض الأمهات والأباء، الذين يكون همهم فقط الحديث في المجالس عن ابتعاث أبنائهم في الخارج من دون التركيز على دراستهم، لافتاً إلى أنه يوجد تفاوت كبير بين المبتعثين الذين يطمحون للدراسة في الخارج، والذين همهم فقط مصطلح «مبتعث». وأضاف: «هناك تنافس على القبول أثناء التقديم في وزارة التعليم العالي، ما يدل على حرص العائلات على ابتعاث أبنائها، ويكون في بعض الدول أقارب مبتعثين». وأكد أن همه الأول لم يكن مصطلح مبتعث فقط، إذ إن أبيه وأمه كانا يشجعانه على إكمال الدراسة منذ الصغر، سواء خارجياً أو داخلياً.