أُسدل الستار أول من أمس، على النسخة الخامسة من مهرجان «الدوخلة» في جزيرة تاروت (محافظة القطيف)، بعد زهاء أسبوع من انطلاقته، استقطب خلالها نحو مئتي ألف زائر وزائرة، من داخل المملكة وخارجها، الذين استمتعوا بالأجواء الشعبية التي هيمنت على المهرجان. وفيما تعرف كثير من الشباب على جوانب من تراث منطقتهم في القرية التراثية، عبّر كبار السن عن سعادتهم باستعادة ذكريات سنوات خلت إلى عيونهم. واستقبل مهرجان «الدوخلة» قبيل اختتامه عدداً من الخبراء والمستشارين في العمل التطوعي من دولة قطر، الذين صنفوه «من ضمن أكبر وأهم المهرجانات التي تبرز الدور الهام والفاعل للعمل التطوعي». وشارك في المهرجان هذا العام نحو 700 شاب وفتاة. وقالت الدكتورة سعاد إبراهيم: «زيارتنا لمهرجان الدوخلة، أتاحت لنا فرصة لرصد تجربة مميزة في العمل التطوعي الخليجي، من خلال ما رأيناه من تنسيق ودقة. وسعت كل الجهود المبذولة لتحقيق هدف واحد، وهو أن يكون المهرجان على ما هو عليه»، مضيفة أن «كل أقسام المهرجان أعدت بشكل متكامل بفضل جهود متطوعين، الذين لم يسعوا وراء مردود مادي، وكانت غايتهم الوحيدة إظهار ما لديهم من قدرات وطاقات، لإبراز منطقتهم، وتاريخهم وحضارتهم». وأشادت زميلتها الدكتورة ظبية السليطي، بتجربة العمل التطوعي في المهرجان. وقالت: «فوجئنا بالعدد الكبير من المتطوعين، من شبان وفتيات، كرسوا الكثير من الوقت والجهد لإبراز هذا المهرجان. ولا يسعنا أن ننسى الصبر والتحمل، والوقوف لساعات طويلة لخدمة الزائرين والزائرات. وهذا يجعلنا نطمئن إلى أن العمل التطوعي لا زال بخير، وهو في طور التقدم والازدهار»، مضيفة «تجولنا في كل أركان المهرجان، ولم نر عملاً يفتقر إلى الدقة، فالكل كان يعمل بكل ما أوتي من طاقة»، مؤكدة أن القرية التراثية وحدها «تحتاج إلى جهد جبار، لإظهارها بهذا الإتقان، ولكنهم لم يفوتوا أي شيء وأي مكان، أو أي سلعة كانت شائعة في الماضي، فهناك العطار، والخباز، وصانع الحلوى، واللحام، والنجار، والأجمل إننا رأينا بعض الشباب يحترفون هذه الصناعات التي هجرها الآخرون». واسترعت القرية التراثية انتباه الزوار، فكانت المقصد الأكثر زيارة. ولم تستقطب الشباب فقط، إذ توافد عليها آباؤهم وأجدادهم، مما فتح جدلاً بين الأجيال، حول الماضي والحاضر. وقالت الحاجة زينب محمد: «تمنيت لو أن القرية التراثية مكاناً ثابتاً، نقوم بزيارته كلما دفعنا الحنين إلى الماضي»، مضيفة «تناقشت مع ابنتي، عندما رأينا غرفة العروس ومنزلها ومطبخها، وقلت لها: هل رأيتي كيف كنا نعيش في السابق، من دون تبذير وبذخ وقد كنا سعداء، لكنها تقول إن الزمن تغير». وفي ركن آخر من القرية التراثية، كانت غرفة الجد التي تتوسط المنزل، فيما كان الحضور يعلقون أن «الجد أصبح من الماضي، فقد باتت غرفته في أقصى المنزل أو ملحق خارج المنزل، هذا إن لم يودع في دار العجزة». قال حسين مسلم: «أعادتنا «الدوخلة» إلى الزمن الجميل، الذي كان كل شيء فيه بسيطاً، ولكل فرد أهميته في المنزل، فقد تغير كل شيء بما فيها المفاهيم التي تربينا عليها»، مضيفاً «لم ينس القائمون على المهرجان أبسط الأمور التي كانت موجودة في الماضي، فالحضور من كبار السن، وجودوا أنفسهم في هذا المكان، وقد تبادلنا الأحاديث حول القرية ومحتواها، فعادت بنا الذاكرة إلى الوراء عندما كنا شباباً».