دعت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي كل شركات الطيران الأوروبية إلى ضمان وجود اثنين من أفراد الطاقم أحدهما طيار مؤهل، في قمرات قيادة طائرات الركاب في كل الأوقات، بعدما تعمد مساعد لقائد طائرة تابعة لشركة «جيرمان وينغز» الألمانية، إسقاطها في جبال الألب الثلثاء الماضي، خلال وجوده وحده في قمرة القيادة، ما أدى إلى مقتل 150 شخصاً. وأبلغت مضيفة الطيران ماريا في، الصديقة السابقة لمساعد الطيار أندرياس لوبيتز، صحيفة «بيلد» الألمانية أنه قال لها يوماً: «كل العالم سيعرف اسمي يوماً ما». وتابعت: «عندما سمعت بحادث تحطم الطائرة تذكرت جملته»، مشيرة إلى أنها سافرت معه في إطار عملهما خمس مرات العام الماضي. وأكدت أنه «إذا كان أسقط الطائرة فيعود ذلك إلى إدراكه أن مشاكله الصحية تمنعه من تحقيق حلمه في شغل وظيفة قبطان أو طيار لرحلات طويلة». وأوضحت الشابة البالغة 26 من العمر، أنها انفصلت عن لوبيتز «لأنه اتضح أكثر فأكثر أنه يعاني من مشكلة. خلال حواراتنا، كان ينهار ويبدأ في الصراخ، وخلال الليل كان يستفيق صارخاً نحن نسقط. وحين نتحدث كثيراً عن العمل كان يفقد هدوءه، ويتكلم عن الأجر غير الكافي أو الخوف على عقد العمل أو الضغوط الكبيرة». وأشارت ماريا إلى أن لوبيتز استطاع إخفاء مشاكله عن الباقين، ولم يتحدث كثيراً عن مرضه بل يكتفي بالإشارة إلى أنه يخضع لعلاج نفسي. وهي وصفته بأنه شاب «لطيف ومنفتح احتاج إلى حب». وكانت النيابة العام في دوسلدورف أعلنت أن لوبيتز كان يفترض أن يكون في إجازة مرضية يوم الحادث، استناداً إلى استمارات لإجازات مرضية مفصلة وممزقة عثر عليها المحققون في منزله. ولكن النيابة العامة لم تحدد طبيعة المرض. وتابعت أن «هذه الوثائق تدعم فرضية إخفاء لوبيتز مرضه على شركة جرمان وينغز»، فيما كشفت صحيفة «تاغيس شبيغل» عن أن الشاب تلقى علاجاً إثر إصابته بانهيار عصبي في المستشفى الجامعي بدوسلدورف في 10 الشهر الجاري. لكن المستشفى نفت «تلقي مساعد الطيار علاجاً من اكتئاب، بل استقبل لتشخيص مرض». وكانت صحيفة «بيلد» نقلت عن وثائق رسمية، أن «لوبيتز أصيب بانهيار عصبي خطر قبل ست سنوات، حين كان يتدرب على الطيران، ثم تلقى منذ حينها عناية طبية خاصة في شكل منتظم». على صعيد آخر، أقيم أمس قداس على أرواح ضحايا تحطم الطائرة في كاتدرائية نوتردام دوبور بمدينة دين ليبان جنوب شرق فرنسا) القريبة من منطقة تحطم الطائرة. وذلك في حضور عدد من سكان المدينة للتعبير عن تعاطفهم مع أقرباء الضحايا، وبينهم 75 ألمانياً و52 إسبانياً. وفي ألمانيا، أعلن مصدر رسمي أن جنازاً وطنياً سيجرى في كولونيا (غرب) في 17 نيسان (أبريل) المقبل على أرواح الضحايا، في حضور الرئيس يواكيم غاوك والمستشارة أنغيلا مركل. وأعلن مصدر يعمل مع شركات تأمين في باريس، أن هذه الشركات ستدفع تعويضات لعائلات الضحايا ومقابل الطائرة التي تحطمت، مشيراً إلى أن حقيقة الانتحار «لا تغير شيئاً، إذ لا استثناءات». كما أعلنت شركة «جرمان وينغز» مساعدة أولى لأقرباء الضحايا مقدارها 50 ألف يورو للراكب من أجل تغطية النفقات الفورية، مؤكدة عدم علاقة هذا المبلغ بالتعويضات التي ستدفع في إطار المسؤولية المدنية للشركة.