عادت قضية اتهام إسرائيل بالإتجار بأعضاء البشر إلى الواجهة حين اتهم مؤتمر أكاديمي عقد أخيراً في العاصمة الأوكرانية كييف إسرائيل باستيراد 25 ألف طفل أوكراني من أجل المتاجرة بأعضائهم ك «قطع غيار»، بعد نحو ثلاثة أشهر من اتهام فلسطينيين إسرائيل بالإتجار بأعضاء شبان استشهدوا. وكتبت صحيفة «هآرتس» في صفحتها الأولى أمس أنه بعد قضية «التجارة بالأعضاء» التي نشرت عنها قبل ثلاثة اشهر صحيفة سويدية تناولت اتهامات لإسرائيل بأن جنودها يتاجرون بأعضاء شبان فلسطينيين استشهدوا، «تُطوّر أوكرانيا فرية أخطر بكثير تربط إسرائيل بالإتجار بأعضاء أطفال من اوكرانيا». ولفتت إلى أنه «بحسب الرواية الأوكرانية، استوردت إسرائيل في العامين الأخيرين من طريق شركات إسرائيلية، نحو 25 ألف طفل من أوكرانيا لاستعمالهم قطع غيار لزرع أعضاء في مؤسسات طبية إسرائيلية». وتابعت الصحيفة أن هذه الاتهامات المنشورة في مواقع الإنترنت في أوكرانيا صدرت عن مؤتمر أكاديمي عقد في كييف قبل خمسة أيام شاركت فيه 300 شخصية أكاديمية وجماهيرية مرموقة، بينها ممثلون عن جمعيات تدافع عن حقوق الشعوب السلافية في أوكرانيا وروسيا وروسيا البيضاء. وأضافت أن المشاركين «كرروا الفرية الدموية بغلاف أكاديمي». واتهمت أستاذ الفلسفة الجامعية الأديب فيتسلاف غودين بالوقوف وراء «الفرية»، وبأنه «دبّج أقواله» بقصة عن مواطن أوكراني مجهول فتش عن 15 طفلاً اوكرانياً تم تبنيهم في إسرائيل واختفت آثارهم ليستنتج أن ما من شك في أنهم اختفوا في مؤسسات طبية «حيث أصبحوا قطع غيار». واعتبر المحاضر أن من الضروري أن تصل هذه المعلومة إلى كل شخص في أوكرانيا «ليعرف عن القتل الذي ينفذه اليهود». وذكرت «هآرتس» أن أستاذين آخريْن عرضا في المؤتمر كتاباً تناول المجاعة التي حلت بأوكرانيا في ثلاثينات القرن الماضي «واتهم الصهاينة بالتسبب بها، تماماً كما تسببوا بالوضع الذي آلت إليه اوكرانيا الآن». وقدم يهود في أوكرانيا شكوى للشرطة المحلية للتحقيق مع صاحب أحد مواقع الإنترنت التي نشرت مضامين المؤتمر الأكاديمي. واعتبرت الصحيفة المؤتمر «أحد انعكاسات موجة معاداة السامية التي تجتاح أوكرانيا» في أوج المعركة الانتخابية للرئاسة هناك. وأضافت أن اليهود وإسرائيل واللاسامية أصبحوا «موضوعاً رئيساً» في المعركة. وكان عشرات الأوكرانيين تظاهروا أمام السفارة الإسرائيلية في كييف احتجاجاً على رسالة وقّع عليها 26 نائباً في الكنيست دعت الأوكرانيين إلى عدم انتخاب أحد المرشحين للرئاسة بداعي أنه «معاد للسامية». وجاء في إحدى اللافتات التي رفعت في التظاهرة أن «اوكرانيا ليست غزة»، بمعنى أن أوكرانيا ليست خاضعة للاحتلال الإسرائيلي. وعقّب وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي يزور موسكو حالياً ويصل إلى كييف غداً، على عدم رد إسرائيل رسمياً على هذه الاتهامات في مقابل هجومها المنفلت في حينه على السويد رداً على ما جاء في إحدى صحفها، بالقول إنه «خلافاً للسويد، فإن الحكومة الأوكرانية لم تختبئ وراء الادعاء بحرية التعبير لترفض استنكارها النشر، بل قام كل قادة أوكرانيا باستنكار موجة معاداة السامية».