دعا المشاركون في الملتقى الإعلامي العربي الأول لقادة الإعلام العربي، إلى صوغ سياسات إعلامية عربية ترفع من مستوى المهنية لدى العاملين في القطاع، معتبرين أن أبرز المعوقات التي تواجه الإعلام العربي الافتقاد الى هذه «المهنية الإعلامية»، مؤكدين الحاجة إلى هامش من الحريات ليؤدي الإعلام دوره الحقيقي. وطالبوا في ختام الملتقى الذي أنهى أعماله أمس في العاصمة البحرينية المنامة، مؤسسات وأجهزة الإعلام العربي الالتزام بمبادئ ميثاق الشرف الإعلامي العربي ب «اعتباره مجموعة المبادئ التي ارتضتها الإرادة العربية المشتركة كأطرٍ للعمل الإعلامي العربي»، مؤكدين أهمية وضع المعايير الاحترافية ك «أولويات في رسم وتنفيذ الخطط البرامجية لمؤسسات الإعلام العربية»، داعين مؤسسات وأجهزة الإعلام العربية إلى «تكثيف توجهاتها نحو إرساء مفهوم الثقافة الجدلية الإيجابية». وشددوا على أن تحرص المؤسسات الإعلامية العربية على «مراعاة المبادئ والمعايير المهنية للممارسة الإعلامية»، فيما بينت العديد من المناقشات في محور الإعلام والمتغيرات اقتناعاً ب «ضرورة التعامل مع أشكال الإعلام الجديد والتكيف معها»، وعلى الالتزام بمبادئ المسؤولية الاجتماعية للإعلام. ودعا المشاركون مؤسسات الإعلام العربية والمراكز البحثية والندوات المتخصصة إلى إيلاء الاهتمام بدراسة العلاقة بين أشكال الملكية والاستثمار من ناحية ونجاح مؤسسات الإعلام، خصوصاً القنوات الفضائية، للتوصل إلى فهم أفضل للجوانب الاقتصادية التي يمكن أن تلعب دوراً هاماً في نجاح المنتج الإعلامي، مطالبين المستثمرين العرب والجهات المانحة لتراخيص البث على حدٍ سواء بالحرص على إعداد مشروعات إعلامية خصوصاً بالنسبة إلى إطلاق القنوات الفضائية ضماناً لجدية المشروع، وتحقيقاً لسلامة الاستثمار وتمكيناً لمثل هذه المشروعات من الاستمرار في أداء مهامها والحؤول دون تعثرها مستقبلاً. في الإطار ذاته، شدد المشاركون على أهمية أن تتابع المؤسسات وأجهزة الإعلام العربية أوجه التقدم التكنولوجي ذات الصلة بمراحل الإعداد والإنتاج والبث، مشيرين إلى أهمية تبادل تقييم التكنولوجيات الجديدة وتبادل الرأي في جدوى كل منها. وأشاروا إلى الدور الذي ينهض به الملتقى الإعلامي العربي في إتاحة فرص دورية لقيادات الإعلام وللإعلاميين العرب للتشاور في قضايا التكنولوجيا ذات الصلة بمستقبل الإعلام، داعين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية واتحاد إذاعات الدول العربية إلى موافاة مؤسسات الإعلام العربية بدراسات تتضمن الرؤية المشتركة للتكنولوجيات الجديدة للإعلام. وأكد المشاركون أهمية عقد دوراتٍ للملتقيات الإعلامية العربية وللإعلاميين العرب تُخصصُ لمناقشة تطورات الاندماج بين الإعلام والاتصالات وكذلك تأثيرات مثل هذه الاندماجات على مخرجات العمل الإعلامي. وأوصى المشاركون بأن يأتي ضمن أولويات العمل الإعلامي العربي من أجل المستقبل صون اللغة العربية باعتبارها الوعاء الثقافي الناقل للثقافة العربية وفكرها وإبداعاتها من جيل إلى آخر. واتصالاً بقضية اللغة العربية وصونها طالب المشاركون مؤسسات الإعلام العربية ب «رقمنة» أرشيفها باعتبار أنه من مسؤولية الإعلام صون الإنتاج الثقافي المتراكم ليثري الأجيال المتعاقبة من أجل مواصلة - بل وزيادة - الإنتاج الثقافي والفكري للعالم العربي.