تفقد خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى للقوات العسكرية السعودية كافة الملك عبدالله بن عبدالعزيز المواقع الأمامية للقوات المرابطة على حدود المملكة في المنطقة الجنوبية. وحذّر الملك عبدالله المسلحين الذين دأبوا على التسلل منتهكين الحدود السيادية السعودية الذين قال إنهم «تطاولوا على أرضنا، وأرهبوا الآمنين، واستباحوا الدماء، دون مراعاة لوازعٍ من دين أو خلق» بقوله: «لقد تجاوزتم في غيكم، فركبتم صعباً، وإننا بعون الله قادرون على حماية وطننا وشعبنا من كل عابث أو مفسد أو إرهابي أجير». وأمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء عشرة آلاف وحدة سكنية لأبنائه المواطنين النازحين إلى مراكز الإيواء في منطقة جازان. وكان الملك عبدالله أمر الشهر الماضي بصرف 1.1 مليون ريال سعودي (293 ألف دولار) لأسرة كل من الشهداء الذين سقطوا في معارك الكرامة على أراضي بلادهم الجنوبية. وقال خادم الحرمين الشريفين مخاطباً رجال القوات المسلحة: «إنكم على ثغر من ثغور الوطن أرادت له الفئة الباغية الإرهابية والمتسللة المأجورة التي اعتدت على أرضنا السوء، لتسفك الدماء وتستحل الأموال والأنفس في البلد الآمن». وأعرب الملك عبدالله – في أول زيارة يقوم بها للجبهة الحدودية الجنوبية منذ بدء عمليات التسلل وانتهاك الحدود السيادية السعودية في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي- عن اعتزازه برجال القوات المسلحة السعودية، وسعادته بوجوده بينهم. وأضاف: «نقول لكم أيها الأبطال لقد تجاوزتم غيركم في التضحيات، وأنتم قادرون على حماية وطننا وشعبنا من كل عابث أو فاسد أو إرهابي أجير». وزاد: «ما نحن إن شاء الله من الذين يخشون الجهر بالحق وإحقاقه، ولسنا ممن لا يرعى الله في حماية دينه ووطنه». وشدد على أن أبناءَه رجالَ القوات المسلحة السعودية أثبتوا أنهم «درع الوطن - بعد الله- ، وأنكم - ولله الحمد - أهل القلوب المتوكلة على الحق جل جلاله، شجاعة لا يخالجها خوف، وقوة لا يصاحبها وهن، وأثبتم - ولله الحمد- بأنكم أهل العزم بعد الله ، وساعده الضارب لكل معتدٍ». وكان في استقبال خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة لدى وصوله إلى موقع الزيارة مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز وعدد من كبار القادة العسكريين. وفي لفتة جديدة من لفتاته الإنسانية، أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء 10 آلاف وحدة سكنية لأبنائه المواطنين النازحين إلى مراكز الإيواء في منطقة جازان، وذلك إثر زيارته إلى هناك. ويقضى التوجيه الملكي بأن يتم الانتهاء منها وتأسيسها وتسليمها لمستحقيها في مدة عام أو أقل، مشمولة بكل المرافق الضرورية من مساجد ومراكز صحية ومدارس وغيرها. ويذكر أن الأمير خالد بن سلطان كان أعلن لدى معايدته رجال القوات المسلحة المرابطين على الشريط الحدودي المحاذي لليمن أن توجيهات خادم الحرمين القائد الأعلى للقوات العسكرية السعودية كافة تقضي بعدم المساس بالأراضي اليمينة. وأكد مساعد وزير الدفاع السعودي أن القوات المسلحة حريصة على التزام تعليمات قائدها الأعلى. وأعلن انحسار عمليات التسلل، وأنها أضحت تتركز في الليل، وقال إن القوات المسلحة السعودية في حال استعداد كامل في جميع المواقع تحسباً لأي طارئ، وإنها مستعدة لأسوأ الاحتمالات. وتأتي زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتفقد القوات المسلحة على الحدود الجنوبية في أسبوع حفل بنشاطات مهمة قام بها، إذ انتقل من جدة إلى مشعر منى حيث أشرف على نفرة الحجيج إلى منى ووقوفهم بعرفة، وتصعيدهم إلى مزدلفة ومنى. وعاد الملك عبدالله إلى جدة حيث تابع الأوضاع في أعقاب الأمطار الغزيرة والسيول التي دهمتها الأربعاء الماضي. وأصدر قراره التاريخي القاضي بالتحقيق وتقصّي الحقائق لمعرفة الأسباب التي أدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص من جراء السيول. خادم الحرمين يأمر بإنشاء 10 آلاف وحدة سكنية للنازحين في «جازان» أفراح تعمّ «المخيمات» بعد «المكرمة»... وأصوات «المهجّرين» ترتفع بالدعاء ل«ملك الإنسانية» النازحون ينتقلون إلى «المخيم الجديد» الأسبوع المقبل قصف مكثّف على «الدود» و «رميح» ... وتدمير أسلحة «معادية» نصبت في الكهوف