لا تزال أعمال البحث عن مفقودين تتوالى في المناطق الواقعة شرق طريق الحرمين وتتركز أعمالها شرق حي قويزة الذي شهد العثور على أعداد كبيرة من الضحايا خلال الأيام الماضية فيما عثر أمس على جثتين جديدتين لرجل وسيدة في مواقع مختلفة. وفي الوقت الذي تستخدم فيه الجهات المختصة العديد من الوسائل للبحث عن جثث مفقودين من خلال المعدات والطرق اليدوية والكلاب التي أحضرت للمشاركة في البحث وتحديد مواقع الجثث، شهدت «برحة الموت» الواقعة شرق الحي كما أطلق عليها سكانه تجمع عدد كبير من ذوي المفقودين في الموقع في حال ترقب لمعاينة أي جثة تستخرج من الموقع للتعرف عليها. وقال مدير الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة اللواء عادل زمزمي ل «الحياة» إن عدد البلاغات الواردة عن المفقودين بلغ 24 بلاغاً لايزال البحث جارياً عنهم. وتابعت «الحياة» أمس العثور على جثتين الأولى تعود لرجل عثر عليها خلف مستشفى الجزيرة، والثانية لسيدة وجدت داخل حي قويزة تحت أحد أبراج الاتصالات، ليرتفع بذلك عدد الوفيات وفق إحصاء إدارة الدفاع المدني إلى 108 حالات، ويتوقع أن تزيد مع أعمال البحث الجارية والبلاغات الواردة من الأهالي. بدوره أوضح خبير في الأدلة الجنائية أن هناك آلية للتعامل مع الجثث التي يتم العثور عليها، فيكتفى بتصوير الجثث المعروفة هوية أصحابها، في حين يتم رفع البصمات عن الجثث المجهولة وتصويرها، فيما يتوجب أخذ عينات من الحمض النووي «DNA» من الجثث غير واضحة المعالم، نتيجة تحللها أو التي يعثر على أجزاء منها، ومطابقتها مع عينات أحد أقاربهم «المحتملين»، للتأكد من هويتها. وأكد أنه بعد مضي ثمانية أيام على الكارثة فإن اللجوء ل «DNA» غير مستبعد، خصوصاً وأن معظم الجثث التي يتم العثور عليها تغيرت ملامحها، ولايمكن رفع البصمات عنها لتحديد هويتها. وأضاف المصدر أن جميع المتوفين يتم نقلهم إلى ثلاجة الموتى في مستشفى الملك عبدالعزيز جنوبجدة، حتى يتم التعرف عليهم ومن ثم تسليمهم إلى ذويهم بعد ترقيم الجثث بأرقام تسهل الوصول لكل جثة.