تفقد خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى للقوات العسكرية السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أمس، المواقع الأمامية للقوات المرابطة على حدود المملكة في المنطقة الجنوبية، في أول زيارة لجبهة القتال مع المسلحين المتسللين من اليمن، مؤكدا قدرة الجيش السعودي على حماية الوطن والشعب «من كل عابث أو مفسد أو إرهابي أجير». وكان في استقبال خادم الحرمين الشريفين لدى وصوله إلى موقع الزيارة مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز وعدد من كبار القادة العسكريين. وقال الملك عبدالله ان المتسللين «تطاولوا على أرضنا، وأرهبوا الآمنين، واستباحوا الدماء، دون مراعاة لوازعٍ من دين أو خلق». واضاف مخاطباً هؤلاء: «لقد تجاوزتم في غيكم، فركبتم صعباً، وإننا بعون الله قادرون على حماية وطننا وشعبنا من كل عابث أو مفسد أو إرهابي أجير». واضاف مخاطباً رجال القوات المسلحة: «إنكم على ثغر من ثغور الوطن أرادت له الفئة الباغية الإرهابية والمتسللة المأجورة التي اعتدت على أرضنا السوء، لتسفك الدماء وتستحل الأموال والأنفس في البلد الآمن». وأعرب عن اعتزازه برجال القوات المسلحة السعودية، وسعادته بوجوده بينهم. وقال: «نقول لكم أيها الأبطال لقد تجاوزتم غيركم في التضحيات، وأنتم قادرون على حماية وطننا وشعبنا من كل عابث أو فاسد أو إرهابي أجير». وقال: «ما نحن إن شاء الله من الذين يخشون الجهر بالحق وإحقاقه، ولسنا ممن لا يرعى الله في حماية دينه ووطنه». وشدد على أن رجال القوات المسلحة أثبتوا أنهم «درع الوطن - بعد الله- ، وأنكم - ولله الحمد - أهل القلوب المتوكلة على الحق جل جلاله، شجاعة لا يخالجها خوف، وقوة لا يصاحبها وهن، وأثبتم - ولله الحمد- بأنكم أهل العزم بعد الله، وساعده الضارب لكل معتدٍ». وكان الملك عبدالله أمر الشهر الماضي بصرف 1.1 مليون ريال سعودي (293 ألف دولار) لأسرة كل من الشهداء الذين سقطوا في المواجهات. وفي لفتة جديدة ، أمر خادم الحرمين بإنشاء 10 آلاف وحدة سكنية للمواطنين النازحين إلى مراكز الإيواء في منطقة جازان. ويقضى التوجيه الملكي بأن يتم الانتهاء منها وتأسيسها وتسليمها لمستحقيها في مدة عام أو أقل، مشمولة بكل المرافق الضرورية من مساجد ومراكز صحية ومدارس وغيرها. يذكر أن الأمير خالد بن سلطان كان أعلن لدى معايدته رجال القوات المسلحة على الشريط الحدودي المحاذي لليمن أن توجيهات خادم الحرمين تقضي بعدم المساس بالأراضي اليمينة. وأكد مساعد وزير الدفاع أن القوات المسلحة حريصة على التزام تعليمات قائدها الأعلى، مشيرا الى انحسار عمليات التسلل التي أضحت تتركز في الليل، وقال إن القوات المسلحة في حال استعداد كامل في جميع المواقع تحسباً لأي طارئ، وإنها مستعدة لأسوأ الاحتمالات.