أخيراً استفاقوا أو أن شيئاً منهم على الأقل فعل، كل من الاتحاد والهلال المتنافسين لمواسم طويلة بشكل أقرب ما يكون إلى الحصري على لقب الدوري أضاعوا الطريق في المواسم الأخيرة فتاهوا وكذلك فعلت جماهيرهم، في الاتحاد بدت عودة الهيبة واقعاً أقرب إلى المستحيل، وفي الهلال تلاطمت الأمواج فضربت الأجهزة الإدارية بالجماهير فضاع الاثنان. وسط منافسات الموسم الحالي لم تكن جماهير الاتحاد تبحث عن لقب، وحتى حين تصدّر فريقها المنافسات أول الدوري كان المدرج الخبير يدرك أن المباريات الصعبة المقبلة سترمي بالفريق بعيداً وهو ما كان، إذ تأرجح الاتحاد بين الخامس والثامن لفترة طويلة، خصوصاً مع بداية عمل المدرب الحالي للفريق الروماني بيتوركا، لكن إدارة النادي وعلى رغم سلسلة الخسائر الطويلة والقاسية مع المدرب الروماني الجديد كانت مُصرة على أن «النمور» قادرون على العودة، وأن نتاج العمل الفني المقدم سيبدأ بالظهور. في الهلال كانت الصورة معاكسة فوصول الفريق إلى النهائي القاري منحه من الهيبة الفنية فوق ما يستحق، قبل أن تتكسر على شواطئ سيدني، فانهار الفريق بعد أن خسر اللقب القاري وتراجع في سباق الدوري كثيراً، وقبل ذلك ترنّح عند واحد من أسوأ مراكزه في المواسم ال10 الماضية فجلس كثيراً على الكرسي الرابع، رحلة العودة ما كانت لتكون لولا الدرس القاسي الذي قدّمه الأهلي بعد أن حرم الهلال من بطولته المفضلة كأس ولي العهد، فاستقالت الإدارة وأُقيل مدرب الفريق الروماني ريجيكامب فبدأ شيء من البريق الأزرق يعود. لكن العودة بالنسبة لمدرج الاتحاد أو مدرج الهلال اليوم ما عادت تعني استعادة المستوى فقط أو الظفر بنقاط وقتية فقبول البقاء تحت سقف المنافسة المحصورة على الغريم التقليدي مؤرق ومزعج، الأهلي ينافس النصر على اللقب والاتحاد والهلال يكتفيان بالفرجة على الأقل هذا ما كانت تقوله الأيام الماضية، لكن يبدو أن شيئاً من ذلك المشهد على الأقل تغير. فاز الأهلي على النصر فمنح ذاته فرصة الوقوف على بعد نقطتين فقط من الصدارة، لكنه في المقابل قرّب أبطال الأعوام الماضية، فالاتحاد يقف على بعد ست نقاط ويلحقه الهلال بفارق نقطة، لكن هل من الممكن أن يتعثر البطل ووصيفه لأكثر من مرتين ليمنحا اللقب للقادمين من الخلف؟ في الحقيقة تبدو تلك الأماني أشبه بالمستحيل لكنها وفقاً لجدول الأيام المقبلة ممكنة التحقيق، خصوصاً أن الاتحاد يواجه كلاً من النصر والأهلي، فالاتحاد يحتاج وقبل كل شيء إلى تجاوز النصر في المباراة المقبلة وبفارق هدفين، ليضمن أولاً تفوقه في المواجهات المباشرة، بعدها سيكون الاتحاد مطالباً بالفوز في كل مبارياته، خصوصاً مباراة الأهلي الأخيرة، بعدها سيكون «العميد» بلغ النقطة ال60، لكنه وعلى رغم ذلك سينتظر أن ينجح أحد خصوم النصر المقبلين في تعطيله بالخسارة مرة أو بالتعادل مرتين، إضافة إلى تعثر الأهلي في مواجهة واحدة أو على الأقل بالتعادل أو الخسارة. في الطرف الثاني يملك الهلال حلولاً مقاربة لتلك التي يملكها سابقه، فتحقيقه لقب الدوري مرهون أولاً بضمان النقاط ال18 المقبلة وبلوغ النقطة ال59، «الزعيم» وفق هذا الرصيد النقطي سيكون هزم النصر والاتحاد وبالتالي تفوق على الأخير نقطياً، لكنه سيقف بعد ذلك منتظراً تعثر المتصدر مرة بالتعادل وأخرى بالخسارة من أصل ست مباريات مقبلة، إضافة إلى تعثر الأهلي مرتين بالخسارة، وهي معادلة تبدو شبه مستحيلة لا سيما وأنه لا يملك فرصة ملاقاة الأهلي أو تعطيله. لكن النصر قادر على قطع كل تلك الآمال وبشكل سريع ففوزه في مبارياته الثلاثة المقبلة، يعني ومن دون جدال إخراجه الهلال والاتحاد من دائرة المنافسة على اللقب لينحصر سباقهما على تحسين المراكز وضمان المشاركة القارية في الموسم المقبل. المعادلة شبه المستحيلة وغيرها من المعادلات البسيطة تستعرضها «الحياة» على شكل مُكعب ال«روبيك» كما يُظهرها التصميم.