أكدت مصادر فلسطينية ل«الحياة» ان العرض الذي حمله الوسيط الالماني ارنست ارولاو لمبادلة الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت بأسرى فلسطينيين، يتضمن «عناصر جديدة» قياساً الى ما كان مقدماً قبل توقف المفاوضات غير المباشرة قبل خمسة أشهر، مشيرة الى ان موقف قيادة الحركة هو أنها «غير موافقة على أي عنصر من عناصر الاتفاق، الى حين الاتفاق على جميع بنوده». ومن المقرر ان يلتقي الوسيط الالماني وفداً من «حماس» في قطاع غزة للاستماع الى موقف الحركة من عرضه، في ضوء المشاورات التي أجريت بين جميع مستويات القيادة في «حماس». وكان ارولاو نقل الاسبوع الماضي «عرضاً جديداً» يتضمن عناصر جديدة في صفقة الأسرى، ثم قام عدد من قيادات «حماس» في غزة برئاسة محمود الزهار بعقد لقاء للوفد «الحمساوي» المفاوض الذي ضم عضوي المكتب السياسي عزت الرشق ونزار عوض الله اللذين جاءا من دمشق، قبل ان ينتقل الزهار وعوض الله والرشق الى العاصمة السورية لاطلاع المكتب السياسي برئاسة خالد مشعل على الموقف. وأشارت المصادر الى ان اتصالاً مباشراً حصل بين مشعل ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في الايام الاخيرة تناول هذا الامر. ولاحظت المصادر الفلسطينية ان «عناصر جديدة» تضمنها العرض الجديد تتعلق بخفض عدد الذين تريد اسرائيل ابعادهم الى خارج الضفة الغربية وقطاع غزة، وقبول اطلاق عدد من اسرى مدينة القدس، والموافقة على اطلاق عدد من القيادات الميدانية ل «حماس» وفق القائمة التي رفعتها الحركة وضمت ايضاً اسماء الامين العام ل «الجبهة الشعبية» احمد سعدات والمسؤول في «فتح» مروان البرغوثي، اضافة الى القياديين البارزين في «حماس» مثل عبدالله البرغوثي وابراهيم حامد وحسن سلامة وآخرين. وبحسب المعلومات، فإن المفاوضات الجارية تتناول الاتفاق على عدد الذين سيفرج عنهم لدى تسلم اسرائيل شاليت البالغ عددهم نحو 450 اسيراً فلسطينياً، على ان تطلق اسرائيل 550 اسيراً بعد شهرين من انجاز الصفقة. ومن المتوقع ان تتناول المرحلة الثانية من المفاوضات آلية اطلاق الدفعة الاولى، بحيث يطلق 350 منهم لدى تسليم شاليت الى مصر، ومئة لدى تسليمه الى اسرائيل. وتتضمن الصفقة اطلاق نحو 300 اسير من المحكومين بعدة احكام بالسجن المؤبد. اسرائيل تعرض ابعاد البرغوثي وفي الأراضي الفلسطينية، قالت مصادر وثيقة الصلة بالمفاوضات الجارية لتبادل الأسرى عبر الوسيط الألماني، ان الجانب الإسرائيلي الذي يرفض اطلاق مروان البرغوثي، اظهر استعداداً لمناقشة فكرة ابعاده الى الخارج. وأوضحت ان المفاوضات لم تنته بعد في شأن البرغوثي، لكن في حال اصرار اسرائيل على ذلك، فإن الأمر سيكون منوطاً به. الى ذلك، قالت مصادر فلسطينية اخرى ل «الحياة» ان «حماس» ابلغت القاهرة قرار المكتب السياسي في الحركة ربط توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بموافقة مصر على تعديل الورقة المصرية عبر العودة الى ما جرى الاتفاق عليه خلال المفاوضات في الاشهر السابقة، وان تتم عملية التوقيع بمشاركة قيادات جميع الفصائل الفلسطينية. وأشارت الى ان قرار المكتب السياسي هذا جاء بعد عدم موافقة القاهرة على اقتراح غير رسمي من «حماس» بإجراء اتصالات غير علنية لتعديل الورقة المصرية قبل التوقيع عليها. وزادت ان قرار المكتب السياسي للحركة جاء بعد سلسلة من المشاورات التي أجريت داخل القيادات في الضفة وغزة والسجون الاسرائيلية والخارج.