بدأت العاصمة الأندونيسية جاكرتا الاستعدادات لإقامة مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية على مستوى دول آسيان والباسفيك وبعض دول آسيا الوسطى، بحضور ورعاية الرئيس الأندونيسي جوكو ويدودو، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، خلال الفترة من 22- 26 آذار (مارس) الجاري. وأوضح الملحق الديني بالسفارة السعودية في جاكرتا، الدكتور إبراهيم النغيمشي، أن المسابقة على المستوى الوطني أقيمت خلال الفترة من 8-11 مارس الجاري، بمشاركة 120 متسابقاً من مختلف جزر أندونيسيا يمثلون 60 معهداً وجمعية، في أكثر من 50 مدينة أندونيسية، وأقيمت حفلتها الختامية برعاية وزير الشؤون الدينية الأندونيسي الحاج لقمان حكيم سيف الدين. وأضاف أن المسابقة على مستوى دول آسيان والباسفيك وبعض دول آسيا الوسطى ستقام خلال الفترة من 22– 26 مارس 2015، وستشارك فيها 18 دولة، إضافة إلى مشاركين من روسيا للمرة الأولى في تاريخ المسابقة. وأعرب الملحق الديني السعودي عن شكره لتعاون وزارة الشؤون الدينية في أندونيسيا، واهتمامها بالمسابقة، مشيداً بالمتابعة الخاصة والمستمرة لأعمال اللجان من سفارة خادم الحرمين الشريفين في أندونيسيا، منوهاً بالدعم المنقطع النظير الذي تلقاه المسابقة من وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ. وقال النغيمشي، في بيان (حصلت «الحياة» على نسخة منه) إن وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وجّه بتوفير الإمكانات كافة للمسابقة، لتظهر بما يليق بكتاب الله عز وجل وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وبالشخصية الفذة التي تحمل اسمه، رحمه الله. كما قدم شكره وتقديره إلى رئيس مجلس أمناء مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، والأمين العام للمؤسسة الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز، وإلى جميع أبناء الأمير سلطان -رحمه الله- لاستمرار تكفلهم بالمسابقة واهتمامهم الخاص بها. وشدد على أن «هذا الاهتمام من أبناء الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- لا يستغرب، لأنه نهج دولة بلاد الحرمين، وقائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز، الذين أولوا المسابقة العناية والاهتمام الخاص بها». فيما نوّه وزير الشؤون الدينية الأندونيسي بالدور الكبير الذي تقوم به السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في خدمة الإسلام والمسلمين ونصرة قضاياهم، مشيراً إلى أن «العلاقة بين قيادتي أندونيسيا والمملكة وشعبيهما علاقة عريقة منذ زمن بعيد»، مؤكداً حرص بلاده وتطلعها إلى رعاية هذه العلاقات وتطويرها. وأشاد سيف الدين بمسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، التي تقام في أندونيسيا كل عام، التي تدخل هذا العام عامها السادس. وقال: «إن هذه المسابقة تشجع الشعب الأندونيسي، وخصوصاً جيل الناشئة والشباب، نحو الإقبال على حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، والعناية بهما». وشدد رئيس مجلس أمناء مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، على أهمية مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية على مستوى دول آسيان والباسفيك وبعض دول آسيا الوسطى. وقال خلال كلمته التي ألقاها في الحفلة الختامية للمسابقة العام الماضي: «اطلعت على أهداف الجائزة فأسعدني ما فيها من شمولِ رؤيةٍ أمتُنا الإسلامية في أشد الحاجة إليه لتستعيد دورها الريادي وتصبح بحق خير أمة أخرجت للناس. أهداف ظلت تشغل من اقترنت المسابقة باسمه الكريم، وتشكل رؤيته الاستراتيجية في كل ما يعين على شؤون الدعوة». وأوضح أن «الأمير سلطان يرحمه الله أدرك أثر حفظ القرآن وتلاوته على الجانب النفسي والسكون الروحي للفرد والمجتمع، وكان يؤمن بأن العمل بالقرآن والتحلي بصفاته هو طريق هذه الأمة إلى استعادة مجدها، والسبيل للحاقها بالركب الحضاري والتقدم الإنساني، وكان أمله أن يضحى القرآن في الدول الإسلامية قاطبة دستوراً ومنهج حياة يتأدب المسلمون بآدابه ويعملون وفق أحكامه». وأضاف: «أما ما يخص الأحاديث النبوية الشريفة فكان يرحمه الله شديد الاهتمام بالتي تركز على المعاملات»، مؤكداً أن «منهج الأمير سلطان -رحمه الله- في حياته كان الدعوة إلى وسطية الإسلام، وسطية لا تعني التشدد ولا تعني التفريط، بل هي دعوة لمبدأ التوازن، فالإسلام الصحيح تطبيق عملي لوسطيته في كل القضايا الدينية والدنيوية، وسط بمعنى الاعتدال والقصد». وأعرب عن شكره للرئيس الأندونيسي لاحتضانه المسابقة منذ بدايتها والعمل على تطويرها واتساعها، منوهاً بعمق العلاقات بين المملكة وأندونيسيا.