أعلن زعيم "حزب العمال الكردستاني" عبد الله اوغلان اليوم (السبت) "خارطة طريق" من اجل السلام في تركيا، مع تزايد التوقعات باختراق الجهود الرامية الى انهاء النزاع المستمر منذ ثلاثة عقود واسفر عن سقوط آلاف القتلى. وسيتلو نواب من "حزب الشعب الديموقراطي" المؤيد للاكراد الرسالة التاريخية لمؤسس "حزب العمال الكردستاني" الذي يمضي عقوبة في السجن مدى الحياة، امام مئات الآلاف من مؤيديه في دياربكر كبرى مدن جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية. ويتزامن هذا النص المنتطر مع احتفالات كبيرة في دياربكر وغيرها من المدن التركية ذات الغالبية الكردية مع عيد "النوروز" رأس السنة الكردية. ويطلق مؤيدو اوغلان المسجون في تركيا منذ توقيفه من قبل عناصر اتراك في كينيا في العام 1999، اسم "ابو" (العم) ويبقى زعيم الاكراد الاتراك على الرغم من سجنه. واطلق "حزب العمال الكردستاني" تمرده في العام 1984 للحصول على حكم ذاتي في جنوب شرق تركيا. وادى النزاع الى سقوط اربعين الف قتيل حتى الآن. ولم تتسرب اي تفاصيل عن الرسالة التي سلمها اوغلان الخميس الى زواره ويفترض ان تتضمن اجراءات عملية لدفع المفاوضات التي بدأت في خريف العام 2012 بين الحكومة الاسلامية المحافظة وزعيم الحزب قدما من اجل انهاء حركة التمرد التي اسفرت عن سقوط 40 الف قتيل منذ العام 1984. وقال النائب الكردي سري سريا اوندر انها "خارطة طريق للامة والمنطقة بتفاصيل نظرية وعملية على طريق السلام". وقدم اوغلان دفعا كبيرا في المفاوضات بطلبه في 28 شباط (فبراير) من مؤيديه الدعوة الى مؤتمر للبت في وقف القتال. وقال اوغلان في رسالة مكتوبة حينذاك "نقترب من تسوية هذا النزاع الذي يبلغ عمره ثلاثين عاما عبر اقرار سلام نهائي"، وجاءت هذه الدعوة بعد سنتين لنداء مماثل لوقف اطلاق النار ولاقت ترحيباً واسعاً. ولا يطالب المتمردون الاكراد بالاستقلال ولكن بحكم ذاتي واسع ل15 مليون كردي تركي يشكلون 20 في المئة من سكان البلاد. والشرط الآخر الذي يضعه الاكراد هو التخلي عن قانون "الامن الداخلي" المثير للجدل الذي تجري مناقشته في البرلمان وتعتبره المعارضة انه سيؤدي الى خنق الحريات. واقترحت الحكومة هذا النص لتعزيز صلاحيات الشرطة بعد اضطرابات عنيفة في مناطق الاكراد على اثر رفض الحكومة التركية طلب مساعدة مدينة كوباني الكردية السورية التي كان يحاصرها الجهاديون. ويسعى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى جذب الناخبين الاكراد للحصول على غالبية الثلثين في البرلمان التي لا بد منها لاصلاح في الدستور يعزز صلاحياته كرئيس دولة، لكن مع اقتراب موعد الانتخابات اضطر للجوء الى التشدد في خطبه ارضاء للقوميين. وقال الاسبوع الماضي "لا وجود لمشكلة كردية". وتبنى زعيم الحزب الكردي صلاح الدين دمرتاش لهجة متشددة ايضا، متهماَ الرئيس بأنه "سلطان يوزع النعم"، ونفى التفاوض حول "اتفاق مشين" يجعل حزبه يصوت على تعزيز صلاحيات اردوغان، مقابل مزيد من الحكم الذاتي للاكراد. وبعد فشل اول محادثات في العام 2010، اعادت الحكومة الاسلامية المحافظة في تركيا احياء المحادثات مع حزب العمال الكردستاني العام 2012، في محاولة لوضع حد للنزاع وعملت هذه المرة على بدء حوار مع اوغلان الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة. ومنذ آذار(مارس) في العام 2013، امر الزعيم الانفصالي بوقف اطلاق النار جرى احترامه بشكل عام منذ ذلك الوقت. وبعد شهرين، اعلن بداية انسحاب مقاتليه الى العراق، لكن "حزب العمال الكردستاني" علق هذه المبادرة متهماً انقرة بعدم الوفاء بالتزاماتها. وتوقفت المحادثات منذ ذلك الوقت، وفي تشرين الاول (اكتوبر) 2014، نزل آلاف الشبان الاكراد للتنديد برفض الحكومة التركية التدخل لدعم الميليشيات الكردية التي كانت تدافع عن مدينة كوباني (عين العرب) الكردية السورية التي حاصرها متشددو "تنظيم الدولة الاسلامية" (داعش)، قبل ان يستعيد الاكراد السيطرة عليها.