يواجه الرئيس الأميركي باراك اوباما ضغوطا من زملائه الديمقراطيين والجمهوريين المعارضين والمجتمع الدولي حتى قبل ان يعلن عن خططه التي طال انتظارها لزيادة كبيرة للقوات الأمريكية في افغانستان. وعبر اعضاء من الحزبين عن توقعاتهم ومخاوفهم امس الاحد بشأن الخطاب المقبل للرئيس والذي يبث في الساعة 0100 بتوقيت جرينتش يوم الاربعاء من اكاديمية وست بوينت العسكرية. ومن المتوقع على نطاق واسع ان يعلن اوباما اضافة حوالي 30 الف جندي للمشاركة في الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات ولكن النواب والشعب الأمريكي الذي سئم الحرب بشكل متزايد يريدون أجوبة على عدة اسئلة مفتوحة. كم من الوقت ستبقى الولاياتالمتحدة في افغانستان وكيف تخطط للانسحاب؟ وكيف ستغطي واشنطن تكاليف الحرب الباهظة؟ وما هي المطالب التي ستطرح على الرئيس الافغاني حامد كرزاي؟ وركز كثير من النواب على تكلفة زيادة القوات في المقابلات التي أجريت خلال البرامج الاخبارية في التلفزيون الامريكي امس الاحد. وقال ريتشارد لوجار اكبر جمهوري في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لبرنامج "ستيت اوف ذا يونيون" على شبكة سي إن إن الاخبارية "ما هي قدرة بلادنا على تمويل مثل هذا الموقف في مقابل سبل اخرى لمحاربة القاعدة والحرب على الإرهاب؟" وقال لوجار إن اوباما "عليه حقيقة استعادة موافقة الشعب الامريكي علاوة على الناس في كل انحاء العالم بأننا على المسار الصحيح." ويمثل ارتفاع العجز في الميزانية الاتحادية مسؤولية سياسية متنامية لاوباما قبيل انتخابات الكونجرس في نوفمبر تشرين الثاني 2010 وستضيف نفقات الحرب المتزايدة للمخاوف بشأن تكلفة مشروع قانون معلق لاصلاح نظام الرعاية الصحية في الولاياتالمتحدة وهو على رأس أولوياته المحلية. ويقدر البيت الابيض أن كل جندي اضافي يرسل إلى افغانستان سيتكلف حوالي مليون دولار سنويا مما يعني أن زيادة القوات من 30 إلى 40 الف جندي ستضيف حوالي 30 مليار دولار إلى 40 مليار دولار من تكاليف الحرب سنويا. والولاياتالمتحدة لديها حاليا حوالي 68 الف جندي في منطقة الحرب وتشكل بريطانيا والمانيا وكندا واستراليا وغيرها من الحلفاء ما تبقى من القوة متعددة الجنسيات المؤلفة من 42 الف جندي. ويريد الديمقراطيون - وهم عموما اقل تأييدا لزيادة عدد القوات من الجمهوريين - تأكيدات بأن اوباما سيضغط على كرزاي للقضاء على الفساد والاسراع في عملية تولي الافغان مسؤولية أمنهم. وقال كارل ليفن رئيس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ لبرنامج "فيس ذا نيشن" على شبكة سي بي اس "مفتاح النجاح في افغانستان هو ان يتولى الجيش الافغاني محاربة طالبان." واضاف "المسألة هي كيف يتسنى لقوات مقاتلة اضافية ... زيادة سرعة بناء الجيش الافغاني. وهذا ما اعتقد ان الرئيس سيحتاج إلى توضيحه." وقال النائب الديمقراطي ديفيد اوبي رئيس لجنة الاعتمادات بمجلس النواب التي تشرف على جزء كبير من الإنفاق الحكومي إن الاموال لها استخدامات افضل من انفاقها في افغانستان. وقال اوبي لشبكة سي إن إن الاخبارية حول زيادة القوات "يجب ان ارى ما سيكلفنا انفاق 400 مليار دولار أو 500 مليار دولار او 600 مليار دولار او 700 مليار دولار خلال عقد في هذا الجهد في التعليم وفي جهودنا لبناء الاقتصاد ككل. وعندما تنظر إلى المسألة بهذه الطريقة اصل إلى نتيجة مختلفة عما يفعل." وقال اخرون إن أوباما بحاجة إلى توضيح المطالب للدول الأخرى إذا التزم بمزيد من القوات والأموال الامريكية للحرب. وقال السناتور المستقل بيرني ساندرز لبرنامج "ذيس ويك" على شبكة ايه بي سي "لدي مشكلة حقيقية حول توسيع نطاق هذه الحرب حيث يجلس باقي العالم ويقول (اليس شيئا لطيفا ان يقوم دافعو الضرائب من الولاياتالمتحدة والجيش الامريكي بالعمل الذي يجب ان يقوم به باقي العالم)؟" ودعا رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون باكستان لاتخاذ اجراءات اكثر صرامة ضد تنظيم القاعدة وتعزيز جهودها لتعقب اسامة بن لادن زعيم القاعدة. وعرض براون يوم السبت استضافة مؤتمر في أوائل العام المقبل لوضع جدول زمني لنقل المسؤوليات الأمنية للقوات الافغانية ابتداء من 2010. وقال السناتور الجمهوري ليندسي جراهام الذي يؤيد زيادة القوات إن اوباما يحتاج إلى ان يظهر بقوة أن الولاياتالمتحدة تهدف إلى كسب الحرب. وقال جراهام لشبكة ايه بي سي "العالم كله يشاهد ما نقوم به هناك .. وسوف نضع مقاييس ومعايير للحكومة الافغانية ولكن سيكون لنا قوات في افغانستان لنكسب الصراع. آمل ان يقول ذلك دون أي لبس."