واصل عدد ضحايا الفيضانات التي اجتاحت مدينة جدة ارتفاعه ليصل أمس إلى 106 وفيات، فيما رجّح خبراء واهالي المفقودين أن يزيد الرقم مع استمرار عمليات البحث وإزالة الانقاض وتجفيف الجيوب التي غمرتها الأمطار الغزيرة الأربعاء الماضي. وبدا أن الأجهزة الرسمية المحلية تكثف مساعيها لإعادة المدينة إلى وضعها الطبيعي، فيما برزت مساع شعبية للمشاركة في الإيواء وحصر الخسائر في الممتلكات. ودعا مسؤولان حكوميان أحدهما وزير الإعلام عبدالعزيز محيي الدين خوجة، إلى إطلاق برامج للتوعية بالكوارث حتى يكون للسعوديين والمقيمين وعي كافٍ بالتعامل مع الكوارث الطبيعية والأزمات، على أمل تقليل الخسائر البشرية في حالات مماثلة. وأعلنت سلطات أمانة جدة أمس، اعادة تشغيل نفق الملك عبدالله الذي غمرته مياه الفيضان، فيما تتواصل عمليات شفط المياه في أحياء جدة المتضررة. وكان مسؤولو خدمات الإنقاذ أبلغوا «وكالة الأنباء السعودية» أمس بأن عدد الضحايا ارتفع من 98 أول من أمس إلى 103 قتلى. بيد أن مسؤولي الدفاع المدني في جدة أبلغوا «الحياة» بأن عدد الجثث التي انتشلت يبلغ حتى الآن بلغ 106 جثث. وتقول السلطات المحلية إنها تلقت 11 ألف بلاغ منذ هطول الأمطار يوم الأربعاء الماضي بينها عدد كبير يُبلغ بوجود مفقودين. وقال الوزير خوجة ل«الحياة» إن الوزارة في صدد إعداد خطة لزيادة وعي السكان للتعامل مع الأزمات والكوارث الطبيعية. وناشد وكيل رئيس هيئة الارصاد وحماية البيئة الدكتور سعد المحلفي وسائل الإعلام السعودية المشاركة في حملة لزيادة وعي السكان بمخاطر الأمطار الغزيرة المفاجئة. واعتبر أن من شأن ذلك تقليص الخسائر البشرية بنسبة لا تقل عن 50 في المئة. وقال المهندس الاستشاري السعودي زكي محمد علي فارسي إن مساحة جدة تبلغ 900 كيلومتر مربع، لافتاً الى أن طول شبكات الصرف الصحي لا يتعدى 73 كيلومتراً، أي بنسبة 8 في المئة فقط. وأبدت الأخصائية في طب المجتمع السعودية الدكتورة منيرة بلحمر في تصريح أدلت به إلى «الحياة» أمس، خشيتها من أن تتسبب المياه العذبة الراكدة الناجمة عن الفيضان في استشراء حمى الضنك. وقالت إن البعوضة المسببة لهذا المرض تتكاثر في المياه العذبة «إلى درجة أنها لو وجدت غطاء قارورة ماء الشرب فيمكنها أن تضع فيه 300 بيضة، فما بالكم بالمساحات الهائلة من مخلفات الأمطار؟».