«تكفى يا عسكري» و «طريق يا حاج» هما عبارتان متلازمتان في كل مناسبات الحج، هذه الكلمات التي أرهقت حناجر ضيوف الرحمن والعاملين في المشاعر المقدسة باللفظ بها يومياً، وحتى انتهاء فترة الحج، هي بوابة العبور إلى الطريق الآخر بعيداً من المشاجرات والازدحام. ويتعرض رجال الأمن في المشاعر المقدسة لكلمة «تكفى» بشكل متكرر من أجل السماح لهم بالمرور أو التغاضي عن مخالفاتهم، إلا أن نداءات الاستجداء بهذه العبارات تصطدم ب «الأوامر العسكرية» التي تمنع الإخلال بالخطة الأمنية سواء المرورية أو التنظيمية تحت أي ظرف. في حين لايتوقف الحجاج عن النطق بعبارة «طريق يا حاج» في غالبية خطواتهم من أجل المرور والتجاوز، ويبدو أن توحيد هذه الكلمات بين الحجاج كافة جاء لسهولة النطق بها وبساطة معناها لكل الجنسيات، خصوصاً لمن لا يتحدث اللغة العربية. ويقول عدد من رجال الأمن ل «الحياة» إن أكثر ما يتعرضون له خلال عملهم هو كلمة «تكفى يا عسكري»، لاسيما من قبل المخالفين للأنظمة المرورية سواء من قائدي المركبات أو الدراجات النارية في المشاعر المقدسة وهو ما يضعهم في جدل «بيزنطي» مع هؤلاء المخالفين. ويتفقون في حديثهم أن هذه الكلمة تضعهم في حرج، خصوصاً من النساء وكبار السن، إلا أن عملهم يتطلب الالتزام بالتوجيهات الأمنية التي يتلقونها من رؤسائهم في العمل من أجل سلامة الحجاج وعدم الالتفات لأي استجداء من شأنه كسر الخطة الأمنية للحج. ويشيرون في الوقت ذاته، إلى أن رجال الأمن المنتشرين في ساحات المشاعر المقدسة كافة يعملون على ضبط المركبات المخالفة والدراجات النارية التي لا تحمل التصاريح اللازمة للدخول والخروج من المشاعر، وأضافوا أن هذه «الضبطيات» تضع رجال الأمن تحت كلمة «تكفى يا عكسري دعني ولن أكررها». وفي المقابل تبقى كلمة «طريق ياحاج» الأكثر رواجاً للتواصل بين المزدحمين في الحج، هذه الكلمات التي اعتاد الحجاج على نطقها في كل عام وخلال سيرهم في المشاعر المقدسة، جاءت لكي لا «تجرح» حجتهم ونسكهم سواء سلوكياً أو لفظياً. ويقول دغيم عايض وهو أحد حجاج الداخل إنه يستخدم عبارة «طريق يا حاج» عشرات المرات في ساحات المشاعر المقدسة، نظراً للازدحام وافتراش بعض الحجاج المخالفين للطرقات والممرات الضيقة، خصوصا في مشعر منى. ويرى زيد العيسى وهو سائق دراجة نارية في إحدى شركات الحج، أنه يستخدم عبارة «طريق يا حاج» مئات المرات يومياً، حتى يتفادى الاصطدام بالحجاج، خصوصاً من كبار السن وممن لا يتحدثون اللغة العربية من الجنسيات المختلفة. ويضيف في حديثه إلى «الحياة» أنه يستخدم حالياً ملطفات طبية لحنجرته بعد أن تعبت أحباله الصوتية من الصراخ بهذه العبارة التي يبدأ في نطقها منذ قيادته للدراجة وحتى العودة بها إلى مخيم حملته، ويؤكد أن هذه العبارة تلازم سائقي الدبابات كافة في القطاعات الخدمية في الحج.