فيما استغل الحاج حسن هادي مناسبة الحج ليقلع عن التدخين نهائياً، لاسيما بعدما استنزفه صحياً ومادياً وحوّله إلى شخص غير مرغوب فيه في كثير من المجالس، لم يصمد صديقه سلمان سوى ثلاثة أيام قضاها في المشاعر مقلعاً عن السجائر، حتى خارت قواه، ليرضخ ل « المزاج» دافعاً ثمن علبة واحدة 100ريال، فيما البعض دفع خمسة ريالات للسيجارة الواحدة. ووجد بائعو « الدخان» في المناسبة الدينية موسماً رائجاً يجنون منه مكاسب طائلة، على رغم منع بيعه في العاصمة المقدسة طيلة أيام السنة. وفي موقع داخل مشعر منى فوجئ أحد المدخنين حين قدم سيجارة لحاج في جموع غفيرة من الحجاج يحيطون به من كل مكان طالبين سيجارة مماثلة، مضيفاً أنه اضطر بعد ذلك إلى التدخين في مكان بعيد عن الأنظار حتى لا يتعرض إلى مثل ذلك الموقف. إلى ذلك، تبذل جهات حكومية وأهلية جهوداً كبيرة للتوعية بأضرار التدخين، وتستغل موسم الحج لبث رسائل ترتبط بهذه المناسبة الدينية العظيمة. وأطلقت وزارة الصحة منذ سنوات برنامجاً لمكافحة التدخين، ورفعت شعار «معاً لحج خالٍ من التدخين»، لاتخاذ جميع التدابير الممكنة، الوقائية منها والعلاجية، للحد من تعاطي الحجاج السجائر. ويزور متخصصون في هذا البرنامج بعثات الحج ومخيمات الحجاج، لتوزيع المطبوعات والوسائل الإعلامية التوعوية، وتنظيم محاضرات تبين مخاطر وأضرار التدخين، خصوصاً في موسم الحج، الذي يشهد نسب ازدحام عالية، ويضاعف التدخين من مخاطر التلوث وإشعال الحرائق في المكان. كما تبذل جمعية «كفى» للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات في منطقة مكةالمكرمة، جهوداً مماثلة لتوعية الحجاج، وتنظم محاضرات في مخيمات الحجاج تبين مخاطر السجائر، وتستعين بمقاطع فيديو توضح المصاعب التي يواجهها المدخنون الذين أصيبوا بسرطان الحنجرة.