سجلت محافظة جدة أمس، ارتفاعاً في حصيلة ضحايا سيل الأربعاء لتصل إلى 105 حالات وفاة، في الوقت الذي لا تزال فيه فرق الإنقاذ وعمليات البحث عن المفقودين مستمرة لليوم الرابع على التوالي داخل الأحياء المتضررة شرق جدة. وقال الناطق الإعلامي باسم إدارة الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة النقيب عبدالله العمري ل «الحياة»: «إن لجنة إيواء المتضررين تمكنت من إيواء 2186 فرداً من سكان الاحياء المتضررة في شقق مفروشة شمال محافظة جدة»، مؤكداً أن عملية استقبال طلبات المتضررين ممن فقدوا منزلهم بهدف توفير السكن لهم مستمرة. وضمن تعاقب الأحداث، تمخّض اجتماع عقد برئاسة محافظ مدينة جدة الأمير مشعل بن ماجد يوم أمس، وضم رؤساء الإدارات الحكومية والأمنية، إلى الإعلان عن تشكيل 33 لجنة ميدانية موزعة على الأحياء المتضررة شرق وجنوبجدة، للعمل على حصر الأضرار وحاجات المواطنين، وكذلك تسهيل حركة السير، وإعادة التيار الكهربائي، مع رفع المخلفات من الميادين والشوارع المتضررة داخل الأحياء. وفي سياق متصل، أعلنت أمانة مدينة جدة عن تشغيل نفق طريق الملك عبدالله الذي غمرته المياه بالكامل. وقال وكيل أمين جدة للتعمير والمشاريع المهندس إبراهيم كتبخانه: «تم تشغيل نفق الملك عبدالله الذي غمرته المياه بالكامل أمس (الأحد) بعد الانتهاء من أعمال شفط المياه التي تجمعت به نتيجة لسيل الأربعاء، وكذلك أعمال الصيانة اللازمة وصيانة الطريق وأعمال النظافة». وأضاف أن أعمال سحب المياه تتواصل في مناطق وأحياء عدة من جدة، فيما يجري العمل كذلك في نفق الأمير ماجد الذي يتبع جامعة الملك عبدالعزيز... وهناك تنسيق بين الأمانة والجامعة للانتهاء من المشكلة، حيث تعمل الأمانة حالياً على شفط المياه المتجمعة فيه، التي سببتها المصبات الموجودة من الجامعة ومن المناطق المحيطة التي كانت تقوم بالتصريف في منطقة النفق فتجمعت المياه وتسبب هذا التراكم». ولفت إلى أنه تم الانتهاء من تنظيف مجرى السيل الجنوبي وسحب الردميات والسيارات التالفة والطمي والرمال التي تراكمت في المجرى، إضافة إلى إعادة بناء جسم القناة الذي انهار لتسهيل انسياب تدفق المياه، وتشغيل القناة الجنوبية لتفادي تجمعات أية أمطار أو سيول مستقبلاً». من جهته، أوضح رئيس لجنة الأمطار التنفيذية والمدير العام للطرق المهندس فيصل شاولي، أنه وفقاً لخطة التصريف تم الانتهاء من جميع الشوارع الرئيسية في المدينة، ويجري حالياً العمل في جميع البلديات، خصوصاً في مناطق جنوبجدة تنفيذاً لتوجيهات محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد لإزالة الضرر عن السكان والمناطق المتضررة. وأشار إلى أن عمليات إزالة الاضرار شملت الانفاق بمشاركة مجموعة من الغواصين، الذين أسهموا بشكل كبير في الغوص أسفل الانفاق المغطاة بالمياه وفتح وإزالة التراكمات التي تسببت في إغلاق فتحات تصرف المياه بها. في المقابل، اعترف المهندس الاستشاري زكي محمد فارسي أن مساحة جدة البالغة 900 كيلو متر لا يوجد بها إلا 73 كيلو متراً فقط مغطاة بشبكات الصرف الصحي أي ما يعادل 8 في المئة من مساحة المدينة. وذكر أنه قبل سنوات عدة نفذت شبكة كبيرة من مواسير الصرف الصحي ومياه الأمطار على الطرقات الرئيسية، «واتضح انه مشروع فقط لخفض منسوب مياه المجاري الناتجة من البيارات تحت مباني المدينة». ولفت فارسي إلى انه على رغم التشبع الكامل لتربة المدينة بمياه المجاري، إلا أن هناك حاجة ماسة إلى شبكات مستقلة لتصريف مياه الأمطار حتى لا يختلط ترسبها مع مياه المجاري، موضحاً انه طوال السنوات الماضية لم ينفذ سوى 30 في المئة فقط من شبكة تصريف مياه الأمطار والمياه السطحية التي تحتاجها المدينة. إلى ذلك، كشف وكيل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لشؤون الأرصاد الدكتور سعد المحلفي عن وجود «دلالات» جوية تشير إلى أن محافظة جدة ستشهد نهاية الأسبوع الجاري، سقوط أمطار بدرجات «متوسطة». وقال: «تقاريرنا تتوقع ذلك... لكننا لا نستطيع التأكد من سقوط الأمطار بشكل نهائي إلا قبل يومين من الموعد المحدد»، وأضاف: «تشير التقارير أيضاً إلى أن جدة معرضة لتساقط الأمطار يومي 10 و11 من شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل، مع العلم أن نسبة التنبؤ بسقوط أمطار ترتفع خلال شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وديسمبر من كل عام تزامناً مع دخول فصل الشتاء». وأكد وجود تنسيق مع قطاعات حكومية مختلفة، منها أمانة جدة، إدارة الدفاع المدني، هيئة الطيران المدني، حرس الحدود، «حيث تقدم لهم التقارير بشكل مستمر، خصوصاً أن لدينا فرقاً تعمل على مدار الساعة». وأرجع المحلفي حدوث «كارثة جدة»، إلى سقوط أمطار غزيرة في فترة قصيرة، في ظل بنية تحتية غير مناسبة ما أسهم في حدوث الكارثة.