شكلت سبعة آلاف سعفة نخيل «استراحات الدوخلة»، وتراص السعف في جوانب الاستراحات، مكوناً سقفها وجدرانها ونوافذها. واستنفرت «السعفات» جهود 17 متطوعاً، في مهرجان «الدوخلة الخامس»، الذي يقام تحت شعار «القطيف حضارة وثقافة». واستقبل المهرجان منذ انطلاقته يوم الجمعة الماضي، نحو 70 ألف زائر وزائرة. وجمع المشرفون على «الاستراحات» السعف من مزارع النخيل في قرى القطيف وسيهات، واستغرق العمل في إنشائها ثلاثة أسابيع. وأرجع محمد الكواي إنجاز الاستراحات في ثلاثة أسابيع إلى «صعوبة الحصول على السعف، وبخاصة أن كثيراً من أصحاب المزارع يحرقونها، للتخلص منها»، موضحاً «في حال توافر السعف كنا سننجز الاستراحات في ثلاثة أيام». وجال المتطوعون في بناء الاستراحات على المزارع في القطيف، وجمعوا السعف، الذي رص جميعه، لإقامة ثلاث استراحات في المهرجان، إحداها في القسم النسائي، والثانية في القرية التراثية، والثالثة توسطت منتصف الساحة في المهرجان. وتحول المتطوعون بعد الانتهاء من بناء الاستراحات إلى «مضيفين» لزوار المهرجان، وعملوا على تقديم الشاي والقهوة والدارسين والحلوى. واكتفى زائرون بتناول فناجين القهوة أو الشاي، لتعذر وجود مكان شاغر في مقاعد الاستراحات. وفيما توقع منظمون تجاوز عدد زائري المهرجان في نسخته الخامسة، مئتي ألف زائر، مع ختام فعالياته، توافد عليها نحو 70 ألف زائر، من بنيهم 47 ألفاً في أول يومين. ويشرف على تنظيم دخول وخروج الزائرين والمحافظة على النظام، نحو ألف متطوع، من بينهم 500 كادر مخصص لحفظ النظام، مئتان منهم نساء. وضاقت مواقف السيارات بالزائرين، ما دعا المنظمين إلى الاستعانة بأراضٍ خالية تبعد عن مقر المهرجان بنحو نصف كيلومتر. ولم يستغرب المنظمون أعداد الزائرين، وبعضهم قادمون من مناطق مختلفة في المملكة، إذ سجلوا زواراً من سورية ومصر، إضافة إلى غربيين، من هولندا وكندا وأميركا، وأيضاً الفلبين. وذكر مسؤول في المهرجان ان «المنظمين يطمحون إلى الوصول بالمهرجان إلى العالمية، بعد أن أثبتنا حضورنا على الصعيد المحلي». وخصص المنظمون قسماً لرصد آراء الزوار. واستقبلت لجنة الإدارة أكثر من ألفي استبيان، فيما جال متطوعون على الضيوف في أركان المهرجان، بهدف جمع البيانات عن جنسية الزائر والمنطقة التي قدم منها، وسترسل النتائج في نهاية المهرجان، إلى الهيئة العامة للآثار والسياحة». واحتلت جهات خيرية وتجارية الخيمة الكبرى في المهرجان، وفيما سعى بعضها إلى الاستفادة المادية من الزائرين، ببيع معروضات استهلاكية، سارع متطوعون إلى «عرض خدمات الجمعيات التي ينتمون لها»، ومن بينهم 16 ممرضاً وممرضة تطوعوا لفحص نسب السكر والضغط للزائرين. وذكر مسؤول في جناح الفحص، أن «المتطوعين يتناوبون على العمل في الجناح، إضافة إلى وجود مختصين للحالات الطارئة». ولم تسفر عمليات الكشف عن السكر عن تسجيل حالات جديدة، فغالبية المفحوصين جاؤوا للتأكد من وضع السكر لديهم. وسجلت إدارة السجون في المنطقة الشرقية، أول حضور لها في المهرجان، وعرضت في ركنها منتجات وصناعات نزلاء سجون الدمام والخبر والقطيف. وافتتح المعرض مدير سجون الشرقية العميد عبدالله البوشي، وتقاسمت مساحته مصنوعات يدوية مثل القوارب والصناديق الخشبية، وبين المشرف على الركن محمد البدر، أن «المشاركة تجربة أولى، وفي حال نجاحها سنتوسع في العام المقبل، مع إمكانية بيع المنتجات، على أن يعود ريعها إلى السجناء».