منح الجنسية اليونانية أو الإقامة الدائمة للجيل الثاني من المهاجرين، إدماجهم في المجتمع، فتح المجال لهم للعمل والإبداع هي أهم المطالب التي وضعها المتحدثون في افتتاح مهرجان الجيل الثاني للمهاجرين في اليونان، والذي نظمته مؤسسات محلية غير حكومية وحضره شباب من أوروبا والعالم العربي. في الجلسة الافتتاحية والجلسات اللاحقة للمهرجان تكلم نشطاء وحقوقيون يونانيون وأجانب عن أحوال الجيل الثاني من المهاجرين، ونقاط الخلل في نظام الهجرة واللجوء اليوناني، مقارنة بالنظم والقوانين المماثلة في الدول الأوروبية الأخرى، داعين الحكومة اليونانية الجديدة إلى اتخاذ إجراءات شجاعة لتغيير أوضاع الجيل المهاجر الذي ينشأ اليوم في اليونان ليساهم في بناء المجتمع والبلد، بدلاً من أن يكون مهمشاً أو عامل إعاقة في عملية النمو. المطالب ليست جديدة ولا غير مألوفة، بل أصبحت ترد في معظم أدبيات ومطالب الجمعيات المساندة للمهاجرين في اليونان، حيث يعيش أبناء الجيل الثاني من المهاجرين في ظروف صعبة للغاية. فهم لا يمنحون أوراقاً ثبوتية أو إقامة في البلد، وبمجرد وصولهم الى سن الثامنة عشرة، تنتهي إقامتهم التي تمنح لهم بناء على وجود أسرهم في اليونان، ولا يتمكنون من تجديدها لارتباط تجديد الاقامات بالعمل والتأمين الاجتماعي، ما يعني تحولهم في شكل تلقائي إلى مقيمين غير شرعيين في اليونان وبالتالي يتعرضون لتوقيف الشرطة والاعتقال المتكرر. معظم أبناء الجيل الثاني من المهاجرين في اليونان مولودون فيها أو جاؤوا إليها في سن مبكرة، لذلك فهم لا يعرفون لغة غير اليونانية ولا وطناً غير اليونان، وكثيراً ما ظهر منهم مبدعون في الفنون ومتفوقون في الدراسة، واجه بعضهم مشكلات تحديداً على صعيد حمل العلم اليوناني في بعض المناسبات الوطنية، إذ تنص التعليمات على أن التلامذة المتفوقين هم من يرفعون العلم في هذه المناسبات، وقد نظم قوميون متعصبون حملات مناوئة لهذه المسألة وأثيرت القضايا أكثر من مرة في السنوات الأخيرة بخاصة مع التلامذة ذوي الأصول الألبانية. المهرجان عج بالحركة والأفكار والنشاطات، لا سيما الفنون والإبداعات، وعرض المساهمون الشباب فنوناً جديدة نوعاً ما مثل الرسوم الكبيرة التي ترسم بالطلاء وتغطي جدراناً بأكملها، وهذا النوع من الرسوم انتشر بكثرة في الفترة الأخيرة في الدول الأوروبية، حتى لجأت بلدية أثينا إلى تقنينه عبر منح المبدعين فيه بطاقات يعملون بموجبها على تزيين بعض الشوارع والأماكن التي ترغب البلدية في تلوين معالمها. شباب من اليونان وأوروبا ومصر والأردن وفلسطين جاؤوا بأفكار وإبداعات وخبرات أرادوا نقلها للآخرين بخاصة في مجال العمل التطوعي والقيام بمشروعات شبابية وإبداعية. وكان لافتاً حضور الجمعية الفلسطينية project hope التي جاءت من مدينة نابلس وعرضت الكثير من برامجها في تشجيع التراث والإنتاج الفلسطينيين، وعرض ناشطوها منتجات من الصابون والحلويات، كما شرحوا النشاطات التي تقوم بها الجمعية في مجال التعليم والتأهيل المهني والتثقيف العام، ودعوا عبر الملصقات والمنشورات إلى زيارة فلسطين. وتحدث ممثل عن الأردن عن تجربة بلاده في استيعاب المهاجرين، وبخاصة اللاجئين والمهاجرين الفلسطينيين، وعن منحهم حقوقاً مساوية للمواطنين الأردنيين وإدماجهم في المجتمع وإسهامهم في بناء المجتمع الأردني وتنميته. كذلك حضر شباب من مصر وتحدثوا عن تجارب عدة، كما حضر شباب مصريون مقيمون في اليونان وساهموا في فعاليات المهرجان وفقراته في شكل ملحوظ. ومن اليونان حضرت جمعيات غير حكومية تنتمي إلى أطياف عدة فكرية وسياسية، وكلها أمل في أن تحرك الواقع القائم حالياً في البلاد. وأثارت الحكومة الجديدة بتصريحاتها المساندة للأجانب آمالهم وأمنياتهم بتحسين الأحوال التي يعيشونها. فرق موسيقية، معارض صور، رسوم، أشكال مكونة بمواد وأفكار مختلفة، لوحات مختلفة زينت أنحاء المكان المسمى تيخنوبولي وكان قبل سنوات منطقة صناعية مهجورة، رممته بلدية أثينا وحولته إلى ملتقى للنشاطات والفعاليات المختلفة لأهل المدينة.