«ما وراء الكلمات» ديوان بالفرنسية صدر حديثاً للشاعرة اللبنانية الشابة هالة قطريب عن دار درغام (بيروت). والشاعرة من مواليد 1973، تعمل في التدريس. وكانت أنجزت انطولوجيا بعنوان «العيش شعراً» ضمنتها قصائد لنحو أربعين شاعراً لبنانياً يكتبون بالفرنسية. أما الديوان فهو الأول لها ويضم قصائد كتبت بين عامي 1994 و 2009. وتدور القصائد بمعظمها حول موضوعات أثيرة مثل الحب والوحدة والقلق، وتستوحي الذات الانسانية وما تكابد من معاناة، لا سيما معاناة الفقدان. وتتسم القصائد بنفس وجداني شفيف وبنبرة عفوية أو تلقائية بعيداً من التصنّع أو التكلّف. فاللحظة الشعرية هي لحظة بوح عميق، طالع من أعماق الذات المجروحة. ولا يخلو الديوان من مسحة رومنطيقية تؤكد انتماء الشعر الى عالم هو وراء الكلمات وربما قبلها. كتبت مقدمة الديوان الناقدة والشاعرة اللبنانية ربى سابا حبيب، ومما قالت: «لدى هالة قطريب، ينبثق كل شيء من الإحساس بالفقدان، والنقصان الذي يخلق في كينونتها بداية القصيدة. وعوض أن تقع في اليأس المتولد من الخواء الروحي، تكتشف هالة القصيدة بمثابة ملجأ». ومن عناوين القصائد التي تدل على مضمونها الرومنطيقي: لطالما ظننت، برد، وحدة، سفر، يتيم، العصفور، صحراء، أوراق، وحيدة، أنت الغريب... ومن الديوان هذه القصيدة وعنوانها «لطالما ظننت»: لطالما ظننت/ أننا سنكبر معاً/ أنك ستوقظني، كل صباح،/ بصرير سريرك الخشب.../ لطالما ظننت/ أننا سنحلم معاً/ أننا سنلعب دوماً أنت وأنا/ لم يخطر في بالي/ أنني سأفقدك/ أن القدر الغاشم/ سيفرض عليّ شرائعه.../ هناك حيث أنت/ لو كنت قادراً على سماعي/ أبغي أن تعلم/ أنني ما زلت أحبك/ حتى لو لم أقدر أن أعيدك/ الى الحياة/ ذكراك ستبقى/ كنزي النفيس/ أقوى من أحلامي/ من حياتي/ ومن موتي...