نيودلهي، بكين، بورت أوف سبين - رويترز - ألقت دول الكومنولث التي تمثّل ثلث سكان العالم ثقلها وراء الإسراع إلى التوصل إلى اتفاق للأمم المتحدة حول المناخ «ملزم عملياً» في كوبنهاغن الشهر المقبل. واستغل زعماء الكومنولث الذي يضم 53 دولة قمتهم في ترينداد وتوباغو، لتعزيز حملة دبلوماسية تسعى إلى إجماع كبير حول مكافحة ارتفاع حرارة الأرض قبل محادثات الأممالمتحدة حول المناخ بين 7 و18 كانون الأول (ديسمبر) في العاصمة الدنماركية. ورأى رئيس الوزراء الأسترالي كيفين رود في مؤتمر صحافي في بورت أوف سبين ان «الساعة تدق بالنسبة إلى كوبنهاغن. نعتقد ان الحماسة السياسية والعزم موجودان لتأمين اتفاق شامل في كوبنهاغن». وتعهد إعلان الكومنولث حول تغير المناخ بدعم المجموعة لجهود رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوك راسموسن لتأمين مشاركة واسعة والتزام كبير من زعماء العالم في محادثات المناخ في كوبنهاغن. وورد في إعلان بورت أوف سبين: «نتعهد بمواصلة دعم العملية التي يقودها الزعماء للتوصل إلى اتفاق شامل وأساسي وملزم عملياً في كوبنهاغن يؤدي إلى نتيجة ملزمة قانوناً في شكل كلي في فترة لا تتجاوز عام 2010». وفي معالجة المسألة الشائكة المتعلقة بتمويل جهود الدول الفقيرة لمكافحة تغير المناخ وارتفاع حرارة الأرض، أيدت الدول المتقدمة في الكومنولث بقيادة بريطانيا مبادرة لإنشاء صندوق عام 2010 بقيمة تصل إلى 10 بلايين دولار سنوياً قبل حلول عام 2012. وفي انعكاس للجدل الذي لاحق الطريق إلى كوبنهاغن، أكدت الدول النامية الحاجة إلى التزام مزيد من الأموال من الدول الغنية لمساعدة الدول الفقيرة في مواجهة ارتفاع حرارة الأرض والتكيف مع متطلبات الحد من التلوث في أي اتفاق للمناخ. وقال رئيس غويانا بهارات جاغديو، الذي يرأس اللجنة الاقتصادية لمجموعة الكاريبي المؤلفة من 15 دولة وتُسمى اختصاراً «كاريكوم» للصحافيين: «الآن تماماً يوجد التزام بالمقدار المطلوب. نريد نحو واحد في المئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وهو 300 بليون دولار، للتعامل مع هذه المشكلة». ولم يعترض جاغديو على ما وصفه بعرض «التمويل الموقت» البالغ 10 بلايين دولار. ورحب راسموسن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون الذي انضم إلى مناقشات زعماء الكومنولث في بورت أوف سبين بإعلان المناخ من المجموعة. ودعا بان زعماء العالم إلى ان «يبقوا مركزين وملتزمين ويأتوا إلى كوبنهاغن من أجل التوصل إلى اتفاق». ولفت راسموسن إلى ان 89 رئيس دولة وحكومة أكدوا حضورهم محادثات الشهر المقبل في كوبنهاغن، وأعلن رئيس وزراء ترينداد وتوباغو مضيف قمة الكومنولث باتريك مانينغ أنه سيحضر أيضاً ما يرفع العدد الإجمالي المتوقع إلى 90. إلى ذلك، كونت مجموعة من الاقتصادات الناشئة، بما فيها الصين والهند، جبهة موحدة للضغط على الدول المتقدمة خلال مفاوضات التغير المناخي في كوبنهاغن. وخلال أكثر من يومين من محادثات رُتّبتْ بهدوء في بكين، أكدت هذه الدول أنها توصلت إلى اتفاق حول قضايا كبرى، بما فيها حاجة الغرب إلى تقديم الدعم المالي والتكنولوجيا لمساعدة الدول النامية على محاربة ظاهرة الاحتباس الحراري. وحضر الاجتماع مسؤولون كبار من الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، والسودان، الرئيس الحالي لمجموعة ال 77 للدول النامية. وورد في بيان صدر بعد المحادثات التي أجريت مساء الجمعة الماضي وأول من أمس: «كان الغرض من الاجتماع الإعداد لنتيجة إيجابية وطموحة وعادلة في كوبنهاغن والمساهمة فيها». وأضاف: «نعتقد ان هذا العمل يمثل نقطة بداية جيدة وسنواصله معاً خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة كمساهمة منا نحو التوصل إلى توافق في كوبنهاغن». ولفت بيان بكين إلى ان بروتوكول كيوتو لا بد ان يظل سارياً مع تحمل الدول الغنية مسؤولية خفض الانبعاثات بما يتوافق مع فترة الالتزام الثانية للبروتوكول اعتباراً من عام 2013. وفي مقابل ذلك تتعهد الاقتصادات الناشئة بالتخفيف من انبعاثات الغازات. ونقلت صحيفة «هندوستان تايمز» ان المشاركين، ومن بينهم وزير البيئة الهندي جيرام راميش، عكفوا على مسودة استراتيجية للتفاوض من عشر صفحات رسم خطوطها العريضة رئيس الوزراء الصيني ون جياباو بنفسه. وأضافت الصحيفة الهندية ان كبير مفاوضي بكين للتغير المناخي شي تشن هوا سيقدم هذه الاستراتيجية في كوبنهاغن بعد غد.