لم تجد الآسيوية حسنية بداً من إدخال طفلها ذي الشهرين في كرتونة ووضعه على أحد ممرات مشعر منى لاستعطاف المارة في صمت، مستغلة الروحانية التي تسود الأجواء في موسم الحج، وحين اقتربت منها «الحياة» لتقصي ما تفعله تلك المتسولة سردت بإسهاب الظروف القاسية التي يمر بها أطفالها في بلادها بعد وفاة زوجها، مشيرة إلى أنها تود أن تخرج من موسم الحج بأكبر قدر من الأموال، لاسيما وأنه لا يتكرر سوى أيام معدودة في السنة. وذكرت أن منطقتها في بلادها مضطربة وغالبية سكانها يعيشون تحت الفقر، موضحة أنها وجدت الفرصة مهيأة في المشاعر المقدسة التي تشهد تدفق ملايين «الحجيج الذين لم يبخلوا عليّ». وإلى الجوار من جسر الجمرات انتشر العديد من الأفارقة المتسولين على كراس متحركة يبسطون أيديهم وينتظرون المساعدات من الحجاج، في حين يقدم ضيوف الرحمن المساعدات لهم رغبة في التقرب إلى الله وفعل الطاعات، فيما انتشرت مجموعة من السيدات مستخدمات الكثير من الأطفال بطريقة مفزعة «تبث التساؤل عن مصدر أولئك الصغار». وأوضح المسؤول في مكتب مكافحة التسول في مكةالمكرمة محمد الغامدي أن المكتب نفذ برامج توجيهية للمواطنين والمقيمين والوافدين لأداء الحج والعمرة عبر الأشرطة ومنشورات التوعية بالتعاون مع وزارتي الحج والإعلام، مشيراً إلى أنه في هذا العام تعمل10فرق داخل المشاعر لمكافحة التسول وايقاف المتسولين. وذكر أنه جرى في يوم عرفة ضبط 75 متسولاً عبر أربع فرق ميدانية، إضافة إلى ضبط 30 متسولاً في منى، لافتاً إلى أن البلاغات تصل إلى مشرف ميداني لكل فرقة ويتم التنسيق معه لتأكيد واقعة التسول ومن ثم يتم اتخاذ الإجراء المناسب معه. وأفاد أن المتسولين الوافدين يحولون إلى الجهات الأمنية، ويتم اتخاذ الإجراءات المتعارف عليها في مثل هذه الحالات، أما السعوديون فيجري تحويلهم إلى متخصصين اجتماعيين تابعين لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية.