ارتفعت حصيلة عدد الوفيات في محافظة جدة في اليوم الثالث على التوالي إلى 98 حالة من جراء سيول الأمطار الغزيرة التي دهمت المدينة الأربعاء الماضي، نتيجة لهطول أمطار غزيرة. وقال مصدر مطلع في الدفاع المدني ل «الحياة»: «إن عمليات الإنقاذ والتحري لا تزال مستمرة في المناطق المتضررة من شرق جدة، فيما وصل عدد الوفيات إلى 98 حالة»، مؤكداً أن العدد قابل للزيادة، «خصوصاً ان فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني تباشر أعمالها حتى الآن (ساعة إعداد التقرير) في فك احتجاز السيارات والمواطنين داخل مساكنهم». وأشار إلى أن لجنة استقبال طلبات المتضررين لا تزال تتلقى طلبات من المواطنين، لافتاً إلى أنه تم إسكان ما يزيد على 1250 أسرة في خمسة مراكز للشقق المفروشة شمال جدة. ونوه المصدر إلى أن العمل يجري لإزالة آثار السيول من تراكم للسيارات والأثاث التي انتشرت على طول طريق الحرمين (الرابط بين المشاعر المقدسة ومطار الملك عبدالعزيز)، بحيث يكون في استقبال الحجيج وقت نفرتهم اليوم. إلى ذلك، جددت مديرية الدفاع المدني السعودية تحذيراتها للمواطنين والمقيمين من هطول أمطار غزيرة متوقعة على مدينة جدة خلال ال24 ساعة المقبلة، وطالبت المواطنين بأخذ الحيطة والحذر وعدم التواجد في المواقع التي تشهد ارتفاعاً في منسوب المياه، أو أماكن تجمع الأودية والسيول. في حين أوضح مدير ادارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد جميل أربعين، أن الحصيلة النهائية لمتضررين في ضاحية بحرة لعدد الحالات التي تم إنقاذها بواسطة وحدة الإنقاذ البرية والجوية والإنقاذ البرمائي بلغت 461 حالة. وقال: «شكلت لجنة فورية من الدفاع المدني ومركز امارة بحرة لحصر الاضرار وتقديم المساعدات الفورية... إذ بلغ عدد المتضررين 3500 حالة تتفاوت أضرارهم المادية من فقدان منازل ومحال تجارية وسيارات ومواشٍ». وأضاف انه تم إيواء 33 أسرة عدد افرادها 165 بشقق مفروشة مجهزة، إضافة إلى صرف إعانات مالية أسبوعية لهم بواقع 500 ريال للزوج و500 ريال أخرى للزوجة و50 ريالاً لكل طفل في الأسرة. وفي المقابل، أوضح وكيل أمين مدينة جدة إبراهيم كتبخانة، أن الأمانة تعتزم تشغيل نفق الملك عبدالله الذي غمرته المياه بالكامل اليوم (الأحد) بعد الانتهاء من أعمال شفط المياه التي تجمعت نتيجة لسيل الأربعاء، وكذلك أعمال الصيانة اللازمة وصيانة الطريق. وأشار إلى أن نفق الملك عبدالله الذي غمرته المياه بالكامل جهز بمضختين سعة كل واحدة منهما 2500 متر مكعب، «لكن السيول القادمة من طريق المدينة والشرفية والأحياء المجاورة فاقت طاقة المضخات ووصلت إلى 7500 متر مكعب في الساعة وخلال 10 ساعات وصلت المياه في النفق إلى 70 ألف متر مكعب وسيتم فتح الطريق خلال 24 ساعة». ولفت إلى أن أعمال الشفط لا تزال في أحياء عدة، كما يجرى ذلك في نفق الأمير ماجد الذي يتبع جامعة الملك عبدالعزيز، مشيراً إلى وجود تنسيق بين الأمانة والجامعة لحل المشكلة، «تعمل الأمانة حالياً على شفط المياه المتجمعة فيه، التي سببتها المصبات الموجودة من الجامعة ومن المناطق المحيطة التي كانت تقوم بالتصريف في منطقة النفق فتجمعت المياه وتسبب هذا التراكم». وأضاف كتبخانة: «تم الانتهاء من تنظيف مجرى السيل الجنوبي... وسحب الردميات والسيارات التالفة والرمال التي تراكمت في المجرى، إضافة إلى إعادة بناء جسم القناة الذي انهار لتسهيل انسياب تدفق المياه، وتشغيل القناة الجنوبية لتفادي تجمعات أية أمطار أو سيول مستقبلاً».