كراكاس، رام الله - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أعلن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، أن بلاده تعتزم فتح سفارة في الأراضي الفلسطينية، ورفع مستوى علاقاتها إلى مستوى السفراء لدعم الفلسطينيين في نضالهم ضد إسرائيل. وقال تشافيز بعد محادثات مع نظيره الفلسطيني محمود عباس في كراكاس مساء أول من أمس: «قررنا تعيين سفير وفتح سفارة في فلسطين. لدينا الآن قائم بالأعمال وسنعين سفيراً في الأيام المقبلة في إطار اتفاقات لتعزيز علاقاتنا الثنائية». وبين اتفاقات المساعدات التي وقعت على هامش زيارة الرئيس الفلسطيني، منح دراسية لعشرين فلسطينياً لدراسة الطب في فنزويلا. وقال تشافيز إنه يتوقع أن تقدم بلاده مزيداً من المنح التعليمية. وأضاف: «علينا أن نبلغ الشعب الفلسطيني بعدد المنح الدراسية التي سنعطيها للشبان الفلسطينيين حتى يأتوا ويدرسوا ما يحتاجونه. يمكن أن تكون منحاً قصيرة وطويلة وقبل التخرج أو بعد التخرج ودراسات فنية وتدريبية». وكانت فنزويلا قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع إسرائيل في كانون الثاني (يناير) الماضي، بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة. وقال تشافيز: «نقف إلى جانب النضال البارز للشعب الفلسطيني ضد دولة الإبادة الجماعية إسرائيل التي تهدم وتقتل وتهدف إلى القضاء على الشعب الفلسطيني... وعلينا أن نكرس قلوبنا وأرواحنا لإنشاء دولة فلسطينية. فنزويلا هي فلسطين وفلسطين هي فنزويلا. ولدينا نضال مشترك». وأمر تشافيز وزير التعليم الفنزويلي بتوزيع خرائط قدمها له عباس لتوضيح الأبعاد الصغيرة لقطاع غزة حيث قال إن 1.5 مليون شخص يعيشون في أوضاع تشبه «معسكرات الاعتقال» تحت الحصار الإسرائيلي. من جهته، تمسك الرئيس الفلسطيني برفض استئناف المفاوضات مع إسرائيل قبل وقف كامل للاستيطان. وقال في كلمة أمام البرلمان الفنزويلي: «ليست لدينا شروط مسبقة لاستئناف المفاوضات، سوى التزام الجانبين بأسس عملية السلام وفق خريطة الطريق، وتحديداً وقف النشاطات الاستيطانية، بما في ذلك ما يسمى النمو الطبيعي وبما يشمل القدس». وأضاف: «لا يمكن أن نقبل بمفهوم حكومة إسرائيل الحالية (المتمثل بإجراء) المفاوضات على أساس أن إسرائيل تفعل ما تشاء على الأرض وبإمكاننا أن نقول ما نشاء على الطاولة». وأكد أنه «لا يوجد شعب زائد في الشرق الأوسط، بل توجد دولة ناقصة، هي الدولة الفلسطينية... آن الأوان كي يعيش الشعب الفلسطيني في أمن وسلام في دولته المستقلة ذات السيادة التي ستكون ركناً أساسياً من أركان الأمن والسلام والاستقرار في منطقتنا وفي العالم بأسره». وأنهى عباس أمس جولة في أميركا اللاتينية شملت البرازيل والارجنتين وتشيلي وباراغواي وفنزويلا، في إطار حملة فلسطينية هدفها حشد دعم المجموعة الدولية لمشروع قرارعربي قد يقدم إلى مجلس الأمن للمطالبة بتحديد الدولة الفلسطينية على خط الرابع من حزيران (يونيو) 1967. ورداً على عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تجميداً موقتاً للاستيطان في الضفة الغربية لا يشمل القدس لمدة 10 شهور، قال عباس إن «الإعلان لم يحمل في طياته أي جديد، لأن الاستيطان سيستمر في القدس التي تم استثناؤها من القرار. ولم يلتزم رئيس الوزراء باستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها العام الماضي... كان أمامه أن يختار بين السلام والاستيطان، فاختار الاستيطان للأسف». وقال عباس إنه يتشاور «مع أشقائنا العرب ومع مجموعة الدول اللاتينية والأفريقية والأوروبية والآسيوية، وفي المستقبل مع الإدارة الأميركية، في شأن إمكان الذهاب إلى مجلس الأمن بهدف ترسيم حدود دولة فلسطين على خطوط الرابع من حزيران 1967، بعاصمتها القدسالشرقية». وأضاف أن «هدفنا الذي سنستمر في السعي إليه هو دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدسالشرقية، تعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل في أمن وسلام». وعبّر عن شكره لتشافيز على دعمه لإقامة دولة فلسطينية. وقال: «نرحب بموقفكم المؤيد للقضية الفلسطينية، ولا غرابة لأنك وريث المناضل الكبير سيمون بوليفار»، أبو استقلال عدد من دول أميركا اللاتينية بما فيها فنزويلا. واختتم تشافيز زيارة عباس بمنحه أرفع وسام فنزويلي يحمل اسم «وسام المحرر» وقدم له نسخة من «سيف بوليفار»، قائلاً: «انتم محررو فلسطين. تحملون السيف بيد وغصن الزيتون باليد الأخرى. لا تريدون أن تستلوا السيف لكن عليكم إبقاء يدكم على غمده». وأعرب عباس الذي زار قبر بوليفار ووضع إكليل ورود عليه، عن شكره للنواب على دعمهم إثر موافقتهم على اتفاق يعزز العلاقات بين الشعبين الفلسطيني والفنزويلي. وقال: «أعرف ان فنزويلا شعباً وحكومة ستواصل دعمها لقضية شعبنا في إقامة دولة فلسطينية مستقلة».