بوغوتا - أ ف ب - يبدأ اليوم في كرطاهينا (كولومبيا) المؤتمر الثاني لمراجعة معاهدة أوتاوا التي تحظّر الألغام المضادة للأفراد بهدف تسريع التقدّم المُحرز في التصدي لهذه الآفة التي تسببت في مقتل أكثر من 5 آلاف شخص في العالم العام الماضي. ومنذ دخول المعاهدة حيز التنفيذ في آذار (مارس) 1999 تحت ضغط الضحايا، تم حظر الألغام من قبل 156 بلداً وقعت عليها. غير أن ثلاث قوى كبرى هي الولاياتالمتحدة وروسيا والصين لم تقبل الانضمام إلى المعاهدة. ورفضت الحكومة الأميركية الالتزام بهذا الملف قبل أسبوع من بدء المؤتمر الذي يستمر إلى الجمعة المقبل تحت شعار «من أجل عالم خال من الألغام المضادة للأفراد». وأعلنت الخارجية الأميركية الثلثاء الماضي ان واشنطن لا تنوي الانضمام الى المعاهدة، ما أدى إلى رد فعل قوي من مديرة الحملة الدولية لحظر الألغام سيلفي بريغو، التي قالت: «لا يمكننا فهم هذا القرار المشين»، مضيفة أن ذلك يشكل «إهانة للناجين من الألغام المضادة للأفراد». وإثر ذلك أعلنت واشنطن أنها تواصل «إعادة النظر» في سياستها في هذا المجال. وعلى رغم ذلك، اعتبرت الحملة الدولية لحظر الألغام وهي شبكة منظمات غير حكومية تناضل من أجل حظر الألغام المضادة للأفراد وحازت جائزة نوبل للسلام عام 1997، أن تقدماً مهماً أحرز منذ دخول المعاهدة حيز التنفيذ. وقالت ماري فاهرام من منظمة «هيومن رايتس ووتش» العضو في الحملة خلال مؤتمر صحافي «منذ 1999 استخدمت 15 حكومة على الأقل الألغام، ومنذ 2007 لم تستخدمها الا حكومتا بورما وروسيا». كما أن 13 مجموعة مسلحة غير حكومية لم تتخل حتى الآن عن استخدام هذه الألغام، غير أن عددها كان بالعشرات قبل عشر سنوات. ولم يكن قرار عقد المؤتمر الثاني لمراجعة المعاهدة في كولومبيا، بعد المؤتمر الأول في نيروبي في 2004، مصادفة حيث يسجل في كولومبيا ثاني اكبر عدد من ضحايا هذه العبوات الناسفة بعد أفغانستان، إذ بلغ عدد من بترت أطرافهم بسبب الألغام منذ 1990 أكثر من 8 آلاف شخص. وتنشط القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك) «أحد أبرز مستخدمي الألغام» بين المجموعات المسلحة، بحسب فاهيرام. وأكد فرنشيسكو سانتوس نائب الرئيس الكولومبي انه في كولومبيا «تستخدم الألغام (أيضاً) لحماية مختبرات (تحويل الكوكايين) وزراعات» نبتة الكوكا. وبحسب الحملة الدولية لحظر الألغام، تشارك 127 حكومة في مؤتمر كرطاهينا بينها 50 على مستوى عال. وقبلت الولاياتالمتحدة وروسيا والصين إرسال مراقبين. كما تشارك اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومختلف الوكالات الدولية وحوالى 400 ممثل للمجتمع المدني. وسيحاول المشاركون وضع «خطة عمل» خماسية والاتفاق على بيان ختامي. وأوضحت بريغو أن الحملة تهدف إلى «تأكيد التزامات حقيقية من البلدان التي لا تزال متضررة وأيضاً من المانحين» لبرامج إزالة الألغام. وزادت: «نريد أن يتم الإقرار بأنه لا يزال هناك الكثير مما يتوجب فعله».