بورت اوف سبين (ترينيداد وتوباغو)، نيودلهي - أ ف ب، رويترز – برزت مواقف متفائلة بنتائج قمة كوبنهاغن للمناخ في غير قمة عالمية عقدت في الأيام الأخيرة، بعد أسابيع على صدور المواقف المتشائمة، والمؤشر إلى هذا التفاؤل عبَّر عنه زعماء دول العالم المشاركة في القمة مستندين إلى تحديد معدلات خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. وكانت قمة الكومنولث التي استضافتها بورت أوف سبين عاصمة ترينيداد وتوباغو، وطغى عليها موضوع تغيّر المناخ، مناسبة لتأكيد نجاح القمة المقبلة. إذ أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، «العزم على النجاح» في قمة كوبنهاغن التي تبدأ أعمالها في السابع من كانون الأول (ديسمبر) المقبل. ورأى أن «هدفنا المشترك هو التوصل إلى اتفاق يمثل الأساس لمعاهدة ملزِمة قانوناً في شأن المناخ، بات في متناول اليد»، على ألا يتعدى عام 2010 . وأشار إلى أن «كل أسبوع يجلب معه التزامات وتعهدات جديدة من الدول الصناعية والاقتصادات الناشئة والدول النامية». ورفض بان الفشل في قمة كوبنهاغن، إذ «وضعنا النجاح نصب أعيننا، ويجب الاستفادة من هذه الفرصة لإنجاز الاتفاق». وحضّ جميع رؤساء الدول والحكومات على التوجه في الأيام الأخيرة الى قمة الأممالمتحدة التي تستمر حتى 18 من الشهر المقبل. وأعلن قناعته بأن المفاوضات «ستؤدي الى تبني إعلان قوي حول ضرورة تحديد أهداف» لخفض الانبعاثات المسؤولة عن الاحتباس الحراري. ورأى أن رؤساء الدول والحكومات «يستطيعون وحدهم اتخاذ قرارات صعبة حتى تلتزم بلدانهم خفض انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون». وأبدى رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسين تفاؤله، وأمل «فعلاً في التوصل الى اتفاق»، وأكد أن هذا الأمر «واقعي»، مع الحاجة إلى «التزام قوي من البلدان المتطورة على صعيد خفض الانبعاثات». ورأى أن على البلدان النامية «بذل جهود لتحديد نموذج النمو الأقل ضرراً للبيئة». ولفت إلى «الاقتراح الصيني»، مبدياً قناعته إلى «حد ما بسير الهند في الاتجاه ذاته»، ومؤكداً الحاجة الى أموال في مرحلة لاحقة . ولم يغفل راسموسين المشارك في قمة الكومنولث، تفاؤله بالاقتراحين البريطاني والفرنسي القاضيين ب «تأسيس صندوق ب 10 بلايين دولار سنوياً لمساعدة البلدان النامية على خفض انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون». وطرح رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في تصريح نُشر على موقعه الإلكتروني، تأسيس صندوق رأس ماله 10 بلايين دولار لمساعدة البلدان الأقل تقدماً، من دون أن يحدد فترة زمنية. وأكد استعداد بلاده ل «المساهمة في هذا الصندوق بمبلغ 1.3 بليون دولار خلال ثلاث سنوات». ويندرج مشروع التمويل في إطار «الصناديق الطارئة» التي تريد الدول ال 27 تأسيسها لمصلحة البلدان الأكثر عوزاً، من دون انتظار دخول اتفاق كوبنهاغن حيز التطبيق في الأول من كانون الثاني (يناير) عام 2013. المشاركون في القمة وأفادت مصادر قريبة من رئيس الوزراء الدنماركي، بأن ما يزيد على 85 رئيس دولة وحكومة سيشاركون في قمة المناخ، وأوضح راسموسين ان «الرد» على الدعوات المرسلة قبل أسبوعين إلى رؤساء الدول والحكومات «إيجابي جداً». ولفت مسؤول في مكتبه إلى أن « 87 من هؤلاء القادة قبلوا الدعوة». وأعلن المشاركة في قمة كوبنهاغن الرؤساء الأميركي باراك اوباما، والفرنسي نيكولا ساركوزي، والبرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، والإندونيسي سوسيلو بامبانغ، والمستشارة الألمانية انغيلا مركل، ورؤساء الحكومات البريطاني غوردن براون والياباني يوكيو هاتوياما والاسترالي كيفن راد. واعتبر رئيس الوزراء الدنماركي في كلمة ألقاها أمام الدول ال 53 الأعضاء في الكومنولث، أن «اتفاقاً مهماً يُبرم على مستوى القادة، سيستخدم كخريطة طريق مفصلة للمفاوضين لتحديد إطار قانوني بسرعة». وأكد أن «بقدر ما يكون الاتفاق متيناً، بقدر ما نصل إلى هدفنا بسرعة أكبر». الهند تلتزم أهدافاً طموحة إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ أمس، استعداد بلاده «التزام أهداف طموحة» في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بشرط «حصول ذلك في إطار اتفاق عام عادل». وأوضح في خطاب وزعه مكتبه، أن الهند «مستعدة لقبول أهداف طموحة في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لكن ذلك يجب ان يرافقه تقاسم عادل للأعباء». والهند هي الدولة الكبرى الوحيدة من البلدان المسببة للتلوث في العالم التي لم تحدد أرقاماً حول خفض انبعاثاتها من الغازات.