غرقت المنطقة الشرقية في سيل المهرجانات، ولم تخل مدينة وقرية من برنامج يتنافس فيه المنظمون على جلب أكبر عدد من الزوار. وفيما دأبت مهرجانات على التواجد في كل عيد، ك«الدوخلة» في جزيرة تاروت (محافظة القطيف) وآخر في شركة «أرامكو السعودية» في الظهران، و«مدينة الأمير سلطان للعلوم والتقنية» (سايتك) في الخبر، وبرزت بين عيد وآخر مهرجانات صغيرة في قرى مختلفة، إضافة إلى تنظيم الجاليات المقيمة في المنطقة، برنامج معايدة لأفرادها، يحضرها أيضاً سعوديون وأفراد من جاليات أخرى. ولم يعان الآباء في اختيار مكان يتجهون إليه مع أطفالهم، وبخاصة أن المهرجانات تتوزع على محافظات مختلفة في الشرقية، فضلاً عن كورنيش يمتد عشرات الكيلومترات، بين ساحل الخبر، وصولاً إلى الجبيل، مروراً بالدمام، والقطيف، ورأس تنورة، إضافة إلى رمال الصحراء في النعيرية وشاطئي نصف القمر والعزيزية، وبر مطار الملك فهد الدولي. وأدخلت المهرجانات عناصر جذب جديدة، لم تقتصر على الفعاليات المعتادة فيها، كالمسابقات والعروض الغنائية الشعبية، بل تجاوزت ذلك إلى فقرات أدبية، مثل تنظيم أمسيات شعرية وأدبية، وعروض مسرحية اجتماعية وفكاهية. وساهم تباين مواعيد بدء فعاليات المهرجانات، في إتاحة الفرصة للراغبين في حضور حفلة الافتتاح. وفي الظهران، ينطلق اليوم، مهرجان «عيد الأضحى المبارك» في معرض «أرامكو السعودية»، الذي يستمر ستة أيام، تحت شعار «افرح معانا بالعيد». ويتضمن المهرجان مسرحية اجتماعية، يقدمها نخبة من الفنانين السعوديين. وعلى رغم أجواء الفرح بالعيد، إلا أن المسرحية ستعالج «قضايا التفكك الأسري»، إنما في قالب كوميدي. كما سينظم المهرجان أمسية شعرية إلى جانب عروض شعبية فلكلورية، وبرامج ترفيهية للأطفال. وأبدى المدير العام للشؤون العامة بالوكالة في «أرامكو السعودية» خالد الملحم، سعادته لمشاركة زوار المعرض فرحة العيد معهم. وقال: «نسعى إلى تقديم ما يضفي الفرحة، ويرسم الابتسامة على وجوه أطفالنا، وبخاصة في أيام الأعياد والمناسبات الوطنية المختلفة، إضافة إلى الحرص على تقديم ما ينفعهم، من خلال نادي الخطابة وتعليم مهارات الرسم والتلوين». ويواصل منظمو «مهرجان الدوخلة» الخامس، في جزيرة تاروت، الذي انطلق أمس، محاولة الخروج بجديد في مهرجانهم، الذي اعتمد إحياء عادة شعبية قديمة، تتمثل في رمي سلال مليئة بالنبات والتربة في البحر، تعرف ب«الدوخلة». وشارك، أمس، آلاف الأطفال في رمي الدوخلة في ساحل سنابس. وانطلاقاً من إحياء التراث أضاف المنظمون إلى مهرجانهم عدداً من الخيام، اختصت كل خيمة بنشاط، ومن بين الأركان الأكثر زيارة ركن القرية التراثية، التي يتبارى المشاركون فيها في تمثيل مظاهر الحياة القديمة في المنطقة الشرقية، سواءً في المقهى الشعبي، أو الصناعات الشعبية، مثل حياكة السجاد، وصناعة الفخار والسفن. وتضم القرية التراثية منزلاً تراثياً، يعرف الزائرين على طرق العيش قديماً، ويحوي المنزل غرف النوم بأثاثها القديم، ومجلس الرجال، والأدوات المستخدمة في الطبخ، إضافة إلى أن جزءاً من المنزل مخصص لتربية الحيوانات كالأغنام والطيور. وينظم المهرجان عروضاً مسرحية وأمسيات شعرية، إضافة إلى النحت على الرمال وخيمة نسائية. وكثفت بلدية مدينة سيهات، جهودها لإقامة «مهرجان الأعياد»، الذي يقام تحت مظلة لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية، التابعة إلى مركز الخدمة الاجتماعية في القطيف، بإشراف بلدية محافظة القطيف. واختارت البلدية متنزه سيهات العام، لإقامة المهرجان، إضافة إلى تجهيز الأراضي المجاورة لمقر المهرجان كمواقف للسيارات. ودخلت مجمعات تجارية على خط «كعكة» المهرجانات، سعياً وراء كسب المزيد من المتسوقين، ونظمت بعضها فعاليات، شملت عروضاً مسرحية، ومسابقات، إضافة إلى عروض تخفيضات على السلع المعروضة. ونظمت جاليات عربية وأجنبية، أمسيات خاصة بها، لإحياء العيد وفق تقاليدها، وحضرت في صورة بارزة الأطعمة التقليدية لها، فضلاً عن الأزياء المميزة عن بقية الجاليات. وفيما لم تتمكن جاليات من تنظيم حفلة خاصة، شوهد أبناؤها على الكورنيش أو أحد المتنزهات. واحتشد مئات الشباب من عاشقي «التطعيس» في شاطئ نصف القمر، وبر مطار الملك فهد الدولي في الدمام، إضافة إلى التخييم في المناطق الصحراوية القريبة من النعيرية، وما ساعد على الإقبال على التخييم والتطعيس الأجواء متوسطة البرودة. ولم يخل العيد من التحذيرات، التي انطلقت من جهات عدة، ومن بينها تحذير حرس الحدود، مرتادي الكورنيش وساحل البحر، من مغبة ترك أطفالهم عرضة للغرق. فيما شددت أمانة الشرقية والبلديات التابعة لها على منع البيع الجائل، ومصادرة بضائع من يخالف المنع. وقدر نائب رئيس اللجنة الوطنية للسياحة عضو اللجنة السياحية في غرفة الشرقية عبدالله القحطاني، نسبة إشغال الشقق السياحية والفنادق بنحو 80 في المئة، مبيناً أن «منطقتي الدماموالخبر تنفردان بوجود نحو 600 وحدة سكنية، وتضم 13 ألف وحدة من الشقق والغرف»، مؤكداً أن «زوار الشرقية من المناطق الأخرى لن يجدوا صعوبة في الحصول على مسكن».