ذابت الحملات الإعلامية المتبادلة بين الجمهورين المصري والجزائري، بسبب التأهل إلى كأس العالم في جنوب أفريقيا، على صعيد عرفات ويوم النحر، وتحولت إلى أمر هامشي، يخجل أن يتطرق إليه الجميع، وهم في حضرة المولى عز وجل، بل عملت الأجواء الروحانية التي سادت الجو العام أمس في تسامي الأنفس وتصافي النفوس وإزالة الضغائن. ورصدت «الحياة» عدداً من أعضاء البعثتين الجزائرية والمصرية في حال من الود والوئام، متفقين على أن ما وقع في الأيام القليلة الماضية لم يكن سوى تنافس طغى عليه الشد العصبي والانفلات الخلقي، معتبرين أن الحملات الإعلامية من الطرفين أججت المشكلة. وقالوا «ها نحن على صعيد عرفة تناسينا الصراع غير المسؤول، وندعو الله أن يمن على أوطاننا الإسلامية في هذا اليوم الفضيل بالخير والسلام». وحمّل الحاج المصري عصام علي وسائل الإعلام في الطرفين مسؤولية ما حدث من تراشق «كان العرب والمسلمون في غنى عن سماعه»، مشيراً إلى أن بعض منسوبي الإعلام المرئي والمقروء تعاملوا مع الحدث بانفعال وطريقة غير متزنة، ما أسهم في تهييج شريحة واسعة من الشعب المصري الذي عرفت عنه الطيبة والتسامح». واعتبر وقوفهم أول من أمس على صعيد عرفات مع جميع المسلمين يذيب كل الأحقاد والضغائن، داعياً المولى عز وجل أن ينعم على الأمة الإسلامية بالخير، ويتقبل منهم عباداتهم كافة. فيما استغرب الحاج الجزائري ياسين نصر في حديثه إلى «الحياة» الخلافات التي أثيرت في الأيام القليلة الماضية بين وسائل الإعلام المختلفة في بلده الجزائر و مصر، مشيراً إلى أن جلوسه مع صديقه المصري عصام علي على صعيد عرفات أمام الله طالبين منه العفو والمغفرة، أذاب كل إثارات الحملات الإعلامية التي شنت في السابق. وقال: «في هذا اليوم العظيم من السنة، على المسلمين كافة أن يزيلوا الأحقاد والضغائن، لاسيما الحجاج الذين تكبدوا العناء لتأديه الفريضة»، وتمنى أن يعود الشعبان المصري والجزائري إخوة وأحباء، كما هو الحال بينه وبين صديقه في المخيم المجاور الحاج المصري عصام علي.