تزدحم قاعة مسرح «مونمارتر غالابرو» الباريسية في كل ليلة بجمهور يأتي لمشاهدة أول عمل من نوعه في اطار المسرح الفرنسي التقليدي، بعنوان «ويتش». ويعود سبب هذا الإقبال الى الفكرة الطريفة التي ابتكرتها الممثلة الشابة أوليفيا دومورج للنجم الفكاهي ميشيل غالابرو صاحب الصالة، وتتلخص في تناول عدد من الأعمال المسرحية الفرنسية الكلاسيكية المعروفة لمؤلفين كبار راحلين من أمثال موليير وراسين وفيكتور هوغو وكورتلين واستخلاص أفضل فقراتها ثم تحويلها الى سكتشات أي فقرات قصيرة فكاهية. لقد أعجب غالابرو بشجاعة دومورج وطموحها الخارج عما هو سائد حالة، أي تقديم المسرحيات التقليدية شبه المضمونة النجاح وبأسلوب بعيد من أي مجاذفة فنية أو مادية، ووافق على انتاج هذا العمل واخراجه. استمرت مغامرة تنفيذ الفكرة اكثر من سنتين عملت خلالهما الفنانة مع ثلاثة ممثلين من فرقتها المسرحية على قراءة النصوص واستخراج أجمل ما فيها. وخلال هذه الفترة لمعت دومورج في مسرحيات أخرى كممثلة إضافة الى تدريسها الدراما والفن التمثيلي. وهي تؤكد أنها عاشت سنتين من دون أن تنام أكثر من أربع ساعات يومياً. وفي مطلع ربيع 2009 طلبت دومورد لقاء غالبرو لتقدم له النص المطلوب ففوجئت بأنه نسي تقريباً وعده الأساسي وتحجج بأن قاعته المسرحية لا يمكنها أن تبرمج أي عرض جديد قبل نهاية عام 2010. ولم تفقد دومورج الأمل وتركت لغالابرو النص طالبة منه أن يقرأه بسرعة ويعطيها رده النهائي نظراً الى أن هناك أكثر من مسرح آخر على استعداد لإنتاج هذا المشروع. وفي الواقع لم تفكر دومورج في أي مسرح آخر، بل جعلت غالابرو يعتقد ذلك كي تدفع به الى قراءة النص والى احترام تعهده. والذي حدث هو أن غالابرو اتصل بها بعد ثلاثة أسابيع وفوجئت به يقدم لها ولفرقتها التهنئة على هذا العمل الجبار الذي أنجزوه، معبراً عن رغبته في تقديم العرض فوق خشبة مسرحه الشخصي في أقرب فرصة ممكنة. واشترطت دومورج تولي أفراد فرقتها الذين كتبوا النص معها المشاركة في المسرحية كممثلين، ووافق غالابرو من دون أي تردد، وبدأت التدريبات التي استمرت حوالى شهرين اضطرت خلالهما دومورج الى تولي الإخراج بنفسها في أكثر من مناسبة بسبب أزمة صحية انتابت غالابرو. ومنذ بدء تقديمها قبل بضعة أشهر تلاقي مسرحية «ويتش» رواجاً كبيراً، ومن المفترض أن يستمر عرضها الى ربيع 2010. وقبل السكتشات الكلاسيكية في المساء، تسجِّل دومورج نهاراً في الأستوديو، مؤدية شخصية صوتية في الفيلم الروائي الطويل «زرافة» وهو من نوع الرسومات المتحركة. ومن المفروض أن تشارك قريباً في عمل سينمائي عنوانه «سر ياسمين» قد تتقاسم بطولته مع الممثلة الفرنسية اللبنانية الأصل ليلي عيدو.