أظهرت دراسة مشتركة بين جامعة برمنغهام البريطانية ووحدة الإدراك وعلوم الدماغ في مجلس الأبحاث الطبية في جامعة كامبردج، أن استدعاء بعض الذكريات يتسبب في نسيان ذكريات وموت أخرى. وقالت الدراسة التي نشرت في دورية «الطبيعة وعلوم الأعصاب»، إن «عملية التذكر هي واحدة من الأسباب الرئيسة للنسيان»، مشيرة إلى أنه بعد «إجراء أشعة مقطعية على دماغ أشخاص طلب منهم استدعاء ذكريات فردية، ظهر أن آلية التناسي أو قمع الأفكار هي نفسها التي تحصل عند تذكر أحداث وعدم تذكر أخرى». وتعتقد الدكتورة ماريا ويمبر من جامعة برمنغهام، أن «الكثير من الناس مندهشون من أن تذكر أحداث معينة سبب رئيس لقمع ذكريات أخرى وعدم تذكرها». وكشفت دراسة أخرى أجراها «المعهد الاتحادي السويسري للتقنية» في زيوريخ وجامعة زيوريخ، عن توصل الباحثين إلى التفاعلات الكيميائية وآلية التذكر والنسيان، موضحة أن «عملية التذكر تتم عبر تفاعلات كيميائية محددة تعتمد في الأساس على درجة الاستعداد النفسي للشخص لتذكر الحدث الذي يتعرض له». وذكرت الدراسة أن «هذه الآلية تحدث أثناء الحياة اليومية للإنسان»، مؤكدة أنها «تقوم بتصنيف الأحداث وفق أهميتها». وأوضحت أن «الإنسان لا يتذكر الطعام الذي تناوله قبل أيام، لكنه قد يتذكر وليمة مرتبطة بمناسبة مهمة، أو أول مرة تذوق فيها صنفاً من الطعام بعينه، ومع من، وأين، ولا يتذكر الإنسان من يقابلهم في حياته اليومية في المواصلات العامة أو العمل، فيما يتذكر شخصيات محددة، سواء مشهورة أو تتميز بشكلٍ أثار آلية الذاكرة في مخه».