اعتبر مدير إدارة الأمراض المعدية في وزارة الصحة الدكتور رأفت الحكيم الحيلولة دون حدوث مرض أنفلونزا الخنازير بين ضيوف الرحمن خط الدفاع الأول لخطة الإدارة في موسم الحج الحالي، موضحاً أنهم اتخذوا العديد من التدابير لتحقيق ذلك من خلال تطعيم جميع الحجاج القادمين من الخارج بلقاحي الأنفلونزا العادية والأخرى المستجدة في حال توافره لديهم، وفي حال عدم توافره « فالمملكة ستمكنهم من أداء الفريضة على مسؤولية دولهم مع التوصية بمنع كبار السن وذوي المناعة المنخفضة». وأفاد أن خط الدفاع الثاني في الخطة تمثل في توفير 14 كاميرا حرارية في مطار الملك عبدالعزيز بجدة وثلاثة في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، وواحدة في كل من ميناء جدة الإسلامي وميناء ينبع لاكتشاف الحجاج المرتفعة حراراتهم، والكشف عليهم بواسطة طبيب في المنفذ وأخذ عينات منهم إذا انطبق عليهم تعريف المرض، لافتاً إلى أن الحالات المشتبهة تعزل في «مستشفى الملك سعود بجدة»، ومستشفى الميقات بالمدينة المنورة إلى حين ظهور النتيجة مع إعطاء العلاج اللازم. وأشار إلى أن الترصد الوبائي في مناطق الحج يعتبر خط الدفاع الثالث في خطة الإدارة لمكافحة الوبائيات بين الحجيج، موضحاً أن هناك فرقاً ثابتة وأخرى ميدانية وثالثة تمر بالبعثات الطبية الدولية للمراقبة الوبائية والتبليغ عن جميع الأمراض المعدية ومن ضمنها وباء الأنفلونزا وهي تتابع الحالات المشتبهة والإيجابية وتتخذ الإجراءات الوقائية الضرورية للمرض. وألمح إلى أن تلك الفرق أيضاً تلاحظ وتتابع المخالطين للحالات الإيجابية والجاليات التي أتت منها الحالات، وتكثف البحث عن الحالات بين بعثات الحجاج الطبية والإبلاغ عنها. وحول حجاج الداخل، أوضح الدكتور الحكيم أنه جرى توفير اللقاح لتطعيمهم، إضافة إلى العاملين الصحيين والعاملين في برنامج الحج والقائمين على خدمة الحجاج بمنطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة، لافتاً إلى أنه جرى دعم برنامج الطب الوقائي لهذا العام بمجموعة استشاريين في الأمراض المعدية من القطاعات الصحية بالمملكة كافة مع زيادة كافية في أعداد الأطباء الوقائيين. وقال: « نركز كذلك على مرحلة التوعية الصحية للحجيج ب 13 لغة عن مرض أنفلونزا الخنازير وطرق انتقاله وطرق الوقاية منه وتوصيل هذه الرسائل التوعوية عبر مطويات وملصقات وشاشات بلازما وأشرطة كاسيت داخل الباصات. وأخيراً بالرسائل التلفزيونية»، مؤكداً أن مستشفى العزل المنشأ حديثاً في جدة لا يشكل أي خطر على السكان المجاورين له، «فالمرض ينتقل من طريق الرذاذ إلى الأشخاص المخالطين للمريض عن قرب». ونفى أن تكون وزارة الصحة اهتمت بمرض أنفلونزا الخنازير وأهملت بقية الأوبئة، موضحاً أن الاشتراطات الصحية شملت الأمراض المستهدفة الأخرى كالحمى المخية الشوكية، الحمى الصفراء، شلل الأطفال، الطاعون الدملي، وأي أمراض أخرى تظهر بصورة وبائية وقال: « تجري متابعة الوضع الوبائي علمياً وتحديث المعلومات أولاً بأول، كما أن فرق الاستقصاء الوبائي تعمل على مراقبة جميع الأمراض المعدية بمكة والمشاعر، وتوجد أنشطة وقائية أخرى تؤديها وحدات ذات كفاءة عالية مثل وحدة مكافحة البعوض، وحدة سلامة الغذاء، الصحة الوقائية وصحة البيئة». وذكر أن إدارة الأمراض المعدية تنفذ العديد من الوسائل في الحج ميدانياً للحد من انتشار الأوبئة الأخرى، مشيراً إلى أن هناك فرقاً متعددة المهام ومنها مجموعات استقصاء وبائي خاصة، ومدربة لحالات التسمم الغذائي. وعن التعامل مع كبار السن والأطفال والحوامل من الحجاج للحد من إصابتهم بالمرض، أوضح أنه جرى إرسال الاشتراطات الصحية لبعثات الحج المتضمنة تأجيل حج هذه الفئات الموسم الحالي، وأن يترك مسؤولية ذلك لدولهم إذا تم السماح لهم. وأضاف: «دولهم وبعثاتهم الطبية تعلم مدى قابليتهم للإصابة بالمرض مع تقديم التوعية الصحية لهم باتباع قواعد مكافحة العدوى من الغسيل المتكرر للأيدي واستعمال المناديل وشرب السوائل، والاهتمام بالنظافة الشخصية، إضافة إلى توفير اللقاح لحجاج الداخل والعلاج اللازم في جميع المراكز الصحية والمستشفيات، والاستعانة باستشاريين للأمراض المعدية من داخل المملكة وخارجها».