يحتفظ ابن شيكاغو الأميركي بولبهان أبيولا أو الحاج «تاج الدين» -كما يسمي نفسه- بذكرى جميلة عن جاره السابق في الحي «باراك حسين أوباما»، ويتذكر كيف عاشا سوياً منذ جاء أوباما إلى الحي عام 1984، داعماً له في سباق الترشح إلى الكونغرس الأميركي، ومخيباً لظن « أوباما» في عدم ترشيحه مرة أخرى في انتخابات الرئاسة تحت وطأة الإحباط من أن يتولى أميركي أسود رئاسة الولاياتالمتحدة. ويحكي الحاج تاج الدين، صاحب الأصول النيجيرية، قصته مع أوباما على طريقة قصّ الحكايات، منتقلاً من نقطةٍ إلى أخرى بضحكةٍ خافتة تبرز معها أطراف أسنانه البيضاء، كاشفاً على الدوام عن ذراعٍ موشومة بصورة صقر تحته كلمة «الله»، ممتلئة الأطراف تنتهي بخاتم أسود كبير على إصبعه. يذكر أبيولا عن أوباما علاقته المؤثرة على جيرانه في المنطقة التي سكنها، بروحه المرحة هاوياً للعب كرة السلة في الحي، وكاريزماه الشخصية التي تحاول بناء العلاقة مع الجميع، يقول: «كان على الدوام يناديني .. هي يوه» بلكنة الأميركيين السود المميزة. ويواصل بأن باراك أوباما استطاع أن يستحث الجميع لدعمه في انتخابات الكونغرس الأميركي، ويشير بولبهان إلى أنه عمل ضمن فريق الحملة الانتخابية التي استطاعت الانتقال بأوباما سيناتوراً عن ولاية الينوي. وفي المقابل، لم يبخل أوباما في تسهيل أمور ناخبيه عموماً، إذ توسط له شخصياً في تلبية كثيرٍ من طلباته. وعلى رغم إحساسه بالخيبة لعدم مواصلته دعم جاره باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، إلا أنه يبرر ذلك بانشغاله أولاً بكثير من أعماله الشخصية، وحال الإحباط التي صاحبته من عدم وصول أميركي أسود إلى سكن البيت الأبيض على رغم الأمل الذي حاول أوباما بثه بين أوساط ناخبيه والأميركيين عموماً. ويشير الحاج تاج الدين إلى أن أوباما لم يكن يأبه كثيراً لاختلاف الديانات أو الخلفيات العرقية في علاقته مع المحيطين به، ويدلل على ذلك بأن الرئيس الأميركي لم يكن يعرف شيئاً عن تاريخ عائلته لولا تساؤلات الإعلام التي دعته إلى العمل على استكشاف هذا التاريخ بنفسه، ويؤكد على افتخار أوباما بهذا التاريخ باحتفاظه باسم والده «حسين» رغم الدلالة السلبية التي قد يوحي بها هذا الاسم في أميركا. يعود تاج الدين ليوضح رأيه في عدم ترشيحه لأوباما في انتخابات الرئاسة على أنه لم يكن ليتوقع وصول رئيس أميركي أسود إلى البيت الأبيض قبل ذلك، إلا أنه يؤكد أن هذا الإحساس يزداد بشكلٍ أكبر مع وصول رئيس مسلم إلى ذات المنصب، خصوصاً في ظل اتفاق المسلمين على الانصهار سوياً في مظاهر التعبد، والتفرق حين يكون الحديث عن الخلفية العرقية، ليتحول الإسلام إلى إسلامٍ بالجنسية.