من خلف لوح زجاجي مضاد للرصاص وأمام متظاهرين محاطين بحزام أمني محكم من الشرطة، وقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يلقي خطابه الأخير قبل الانتخابات في ساحة رابين وسط حشد كبير، لكن تشير التقديرات إلى أن تظاهرة اليسار، الأسبوع الماضي، كانت أضخم. ولم يجد نتانياهو حرجاً وهو يقف خلف اللوح الزجاجي ليقول إنه الأكثر قوة وصلابة في وجه الأعداء، وإنه الوحيد القادر على ضمان أمن إسرائيل وسكانها. وكرر نتانياهو لاءاته الشهيرة: "لا للانسحاب. لا لتقسيم القدس. لا للتنازلات الإقليمية". وأعلن أن "القدس هي عاصمة إسرائيل التي لن تقسم أبداً. أرض إسرائيل مقدسة، لن ننسحب من أي أراض وسنقف معاً أمام كل الضغوط". وجعل رئيس الحكومة من بناء المستوطنات في القدس وسيلة لمهاجمة أقوى منافسيه، ومنهم تسيبي ليفني، إذ اتهمها بأنها استنكرت خلال وجودها في الحكومة قبل أشهر قراره بناء أحياء جديدة في القدسالشرقية ورفضت هذا القرار. ولم يتردد نتانياهو في الحديث عن خطر خسارة حكمه، وراح يحض المتظاهرين: "علينا تكثيف الجهود لنحقق كتلة مؤلفة من 61 نائباً، حتى اليوم نحن لا نملك هذه الكتلة، وهو أمر يضطرنا إلى تكثيف الجهود والعمل على ضمان وصول أكبر عدد للتصويت لنا. هناك خطر كبير باحتمال وصول اليسار إلى السلطة". وطالب نتانياهو مؤيديه بإغلاق الفجوة بينه وبين منافسه، مشيراً إلى أن هناك أموالاً كثيرة تدخل إلى جمعيات يسارية بهدف إسقاط اليمين وحزبه. ووفق التقديرات، فإن عدد المتظاهرين كان أقل من عدد المشاركين في تظاهرة اليسار قبل أسبوع، على رغم أن أحزاب اليمين أحضرت المتظاهرين الذين قُدر عددهم بحوالى 25 ألفاً، بالحافلات، وبرز بينهم آلاف المستوطنين. وقال منظمو التظاهرة اليمينية إنها تهدف إلى تعزيز الأحزاب الداعمة للاستيطان وضمان انتخاب حكومة "ستتصدى بشجاعة لضغوط العالم". وطغى الطابع اليميني المتطرف وروح المستوطنين على التظاهرة، فكان أول الخطباء رئيسة فرق "الكوماندوز" التي يستخدمها المستوطنون في نشاطاتهم العدوانية على الفلسطينيين وأراضيهم وأشجارهم، دانئيلا فايس، تلاها قائد حاخامات المستوطنين في الضفة الغربيةالمحتلة حاييم دروكمان، ثم تحدث رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت، وعضو الكنيست من البيت اليهودي أييليت شاكيد وغيرهم من قادة اليمين. واختار زعيم المعسكر الصهيوني إسحاق هرتسوغ أن تكون صورته الأخيرة قبل الانتخابات وهو يقف أمام ساحة حائط البراق والصلاة فيها، معلناً من هناك تمسكه بمستوطنات القدس ورفضه أي تسوية حول القدسالشرقية، وقال: "عائلتي مغروزة ومرتبطة بروابط قوية بالقدس. نحن هنا نصلي يومياً من أجل بناء القدس، وسأعمل من أجل الحفاظ على قوتها وعظمتها وسكانها".