لا يزال الوضع الأمني في منطقة البقاع الشمالي (شرق لبنان) على حاله لناحية الاجراءات الأمنية المشددة التي يتخذها الجيش اللبناني وعمليات الدهم والمطاردات التي ينفذها لتوقيف قتلة الجنود الأربعة، في كمين الاثنين الماضي في رياق، اضافة إلى شمول العملية كل المطلوبين. ووسع الجيش دائرة بحثه عن المطلوبين، وأجرت الوحدات تؤازرها مروحيات، عمليات بحث في المناطق الجردية الممتدة من الهرمل الى اليمونة وبعلبك عند السلسلة الغربية لجبال لبنان، وكذلك في السلسلة الشرقية المتاخمة للحدود مع سورية. وشاركت في التمشيط وحدات الجيش المنتشرة في منطقة عكار المتاخمة للحدود الشمالية مع سورية. وكانت عمليات البحث والمطاردة التي شملت حدث بعلبك وعيون السيمان، أسفرت ليلاً عن توقيف أربعة أشخاص من آل جعفر في اليمونة. وأفيد ان الجيش وضع يده على 6 سيارات ذات دفع رباعي يعتقد أنها مسروقة، كما نفذ عملية دهم في مدينة بعلبك بينما استمر طوقه الأمني على حي الشراونة، مشدداً اجراءاته على مداخله ومخضعاً الداخلين إليه للتفتيش. وأصدرت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني بياناً عن العملية، أكدت فيه تواصل «مهمات المداهمة والتفتيش في منطقة البقاع الشمالي، بحثاً عن المسلحين الذين اعتدوا على الجيش، عند مفرق بلدة تمنين التحتا، وشملت هذه المهمات الكثير من الأماكن التي يحتمل أن يتخفى فيها هؤلاء المجرمون، امتداداً من شمال الهرمل وحتى جرود الدار الواسعة واليمونة في السلسلة الغربية، إضافة إلى بعض مناطق السلسلة الشرقية». وأضافت: «تمكنت قوى الجيش من توقيف 69 شخصاً مطلوبين للعدالة جميعاً بجرائم مختلفة، وعثرت على مصنع ضخم في بلدة حوش بردى، يحتوي على معدّات مختلفة لتصنيع المخدرات، وكميات كبيرة من المواد الممنوعة المصنعة وغير المصنعة، وضبطت ثلاث عشرة سيارة مسروقة في أماكن مختلفة، من ضمنها سيارة نوع غراند شيروكي لون فضي استخدمت في جريمة الاعتداء على الجيش، كما تم ضبط نحو 1500 كيلوغرام من المخدرات، إضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر ذات عيارات مختلفة، وأعتدة عسكرية متنوعة، وعملات مزورة». وأشارت إلى أنه «خلال تنفيذ المهمة تعرض أحد المسلحين لجروح، بعد محاولته مقاومة القوى العسكرية، كما جرح شخص آخر عند محاولته الفرار على دراجة نارية مع أحد أقربائه المطلوب للعدالة، وتم نقل الجريح من جانب عناصر الجيش إلى أحد المستشفيات»، موضحة أن «التحقيق مع الموقوفين بوشر، تمهيداً لتسليمهم مع المضبوطات إلى القضاء المختص». سليمان - قهوجي واطلع رئيس الجمهورية ميشال سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي زار بعبدا أمس، على الخطوات التي ينفذها الجيش لمطاردة الذين اعتدوا على دورية تابعة له. وأفاد بيان عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية أن «اللقاء تناول أيضا الوضع الامني في البلاد ككل ووجوب ان يكون الجيش في هذه المرحلة على جهوزية عالية وبذل اقصى الجهود لمنع أي خلل او ارباك امني في الداخل وحصره، في حال وقوعه ومنع تطوره، من اجل الحفاظ على الاستقرار الامني والسلم الاهلي». وأثنى سليمان على التدابير المتخذة. وكذلك هنأ سليمان قوى الامن الداخلي- فرع المعلومات لالقائه القبض على رئيس شبكة تجسس تتعامل مع العدو الاسرائيلي وتعمل لمصلحته، لافتاً الى «الخطر المستمر من جانب العدو الاسرائيلي على لبنان وداعياً الى التنبه والحذر من مخططاته في هذا المجال». وتوالت ردود الفعل المستنكرة للاعتداء، مؤكدة وقوف جميع اللبنانيين الى جانب المؤسسة العسكرية وداعية الى معاقبة المجرمين. الاعتداء مصدر قلق واعتبر البطريرك الماروني نصر الله صفير ان «ما حل ببعض افراد من الجيش مصدر قلق للجميع»، مشيراً الى أن «هذه الايام لا تخلو من الصعوبة». واستقبل صفير أعضاء لائحة قوى 14 آذار في زغرتا والتي ضمت النائب جواد بولس، ويوسف الدويهي وميشال معوض الذي أكد أن «الاعتداء على الجيش له خلفيات سياسية»، معتبراً «أنها عملية انتقام، لكن في الوقت نفسه هذا الاعتداء المتكرر على المؤسسة العسكرية لا يمكن حصوله لولا وجود اشخاص يشعرون بأنهم محميون»، لافتاً الى ان «هذه الحادثة تذكرنا بالعملية التي حدثت في سجد واستشهد فيها ضابط لبناني تحت شعار: «شو راح يعمل هونيك»، واذا استذكرنا حوادث تحصل أسبوعياً أو شهرياً في بعض المناطق من الضاحية الجنوبية من التعدي على قوى الأمن، يمكن القول انها نتائج مباشرة لعمليات حمل السلاح خارج اطار الشرعية». وقال النائب أحمد فتفت إن «كل سلاح خارج سلاح الشرعية سيتحول في النهاية الى سلاح ضد الدولة والى وسيلة لتقويض امن البلاد. وليعلم الجميع ان الشعب اللبناني صفاً واحداً خلف الجيش، عندما يقوم بمهامه اياً تكن على الصعيد الداخلي أم في مواجهة العدوان الاسرائيلي أم في مواجهة كل من تسول له نفسه ان يتصدى لأمن البلاد». وشدد عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب نعمة طعمة على «عدم التهاون مع اي متطاول على هذه المؤسسة الوطنية». ونوه النائب أنور الخليل ب«الإجراءات الحازمة التي اتخذتها المؤسسة العسكرية لإعتقال المجرمين». وطالب عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب كامل الرفاعي بأن «تقتصر المداهمات في بعلبك على منازل المطلوبين واحترام منازل الناس الآخرين»، مؤكداً أن «كل العشائر تتعاون مع الجيش وتسعى للعمل على توقيف المطلوبين». ونوه النائب مصباح الأحدب بعملية الجيش، ودعاه في بيان الى «الضرب بيد من حديد كل من يعبث بأمن الوطن». ودان النائب قاسم عبدالعزيز الذي اتصل بقهوجي، «الجريمة البشعة»، آملاً بأن «يتمكن الجيش من توقيف المجرمين العابثين بالامن».