ريو دي جانيرو - أ ف ب - لا بد أن يتساءل المرء كيف يستطيع سكان مجاهل الأمازون الحصول على خدمات طبية، في مناطق لم تصلها الآلة بعد خصوصاً السيارة؟ الجواب لم يعد مستحيلاً، فسكان جزيرة موكاجوبا الذي يعيشون في أكواخ خشبية في قلب الأمازون، يعيشون عيداً حقيقياً عندما تصل اليهم سفينة بيضاء مؤلفة من طابقين وعلى متنها فريق طبي. وحين يصبحون على متن السفينة يتزاحمون للحصول على استشارة طبية لكل ما يمكن ان يصيبهم من أمراض في تلك المناطق النائية. وتهدف بعثة «نور الأمازون»، وهي مستشفى عائم خيري أطلق عام 1962 الى العناية بالأشخاص الذين يعيشون على ضفاف نهر الأمازون في المناطق النائية التي لا سبيل اليها إلا عبر النهر. وتشهد المشاكل الصحية التي يسجلها المتطوعون على ظروف العيش القاسية في الأدغال وجهل السكان إجراءات النظافة الشخصية. وتقول الطبيبة ماريا اوكسيليادورا مارتينز ان «الطفيليات المعوية منتشرة جداً في هذه المناطق بسبب عدم توافر مياه الشفة، وحتى حين تتوافر يذهب الأطفال للسباحة في النهر ويبتلعون مياهه». وتنتشر الأمراض المتناقلة جنسياً على نطاق واسع الى جانب حالات الحمل الكثيرة بين المراهقات. وأثناء تقديم العناية الطبية للمرضى يوزع بعض المتطوعين كتاباً مبسطاً للأطفال مع رسوم يلونونها وأحجيات يحلونها. وتعتبر هذه الكتب وسيلة لمحو الأمية.